عروبة الإخباري- كشفت الشرطة الإسرائيلية أن المجرمين اللذين شاركا في إحراق عائلة الدوابشة ينتميان لمجموعة أكثر خطورة من جماعة «تدفيع الثمن» الإرهابية، وهي عبارة عن تنظيم سري متطرف يدعى «التمرد» وهي لحد بعيد نسخة يهودية عن تنظيم الدولة «داعش».
وتوضح شرطة الاحتلال أن هدف هذا التنظيم اليهودي الإرهابي الجديد هو زعزعة أركان دولة إسرائيل وإسقاط نظام الحكم فيها تمهيدا لبناء مملكة دينية. ويشارك في التنظيم السري شباب غادر معظمهم الأطر التعليمية وتواصلوا بطريق مباشرة غير إلكترونية تهربا من تعقب المخابرات لهم التي أبعدت سبعين منهم من مستوطنات الضفة الغربية في العام الماضي. وعرضت المخابرات العامة «الشاباك» أمس التصور الغيبي لمجموعة «التمرد» الإرهابية اليهودية. ويستدل من بيانها أن المجموعة الإرهابية بدأت بتجنيد خلايا في كل واحدة من المستوطنات، وأنها آمنت بطرد كل الفلسطينيين من البلاد وبعد الخراب سيحين موعد الإعلان عن ملك ليرأس دولة يهودية تستبدل إسرائيل الصهيونية.
وتعتقد هذه المجموعة المتطرفة التي تتأثر بالحاخامات وبالتوجهات العنصرية الرسمية في إسرائيل بأنه لا حق بالحياة لهذه الدولة مثلما لا حق للعرب في نطاق الدولة اليهودية التي تطلعوا لإقامتها. ووفق عقيدة هؤلاء الإرهابيين يسمح بقتل العرب دون تمييز، ومن أبرز قادتها مئير ايتينغر كهانا حفيد الحاخام العنصري الراحل مئير كهانا الذي رغم أنه لم يتهم بعلاقة معينة بجريمة دوما، هو المنظر لجماعة «التمرد».
وحتى الآن اعتقلت سلطات الاحتلال 23 عنصرا من أتباع هذه المجموعة، علما بأن النواة الصلبة فيها تعد نحو 40 عنصرا معظمهم مستوطنون.
ويلاحظ «الشاباك» أن عددا متزايدا من الشباب اليهود قد انضموا لمجموعة «التمرد» منذ جريمة دوما، وأنها تشكلت في عام 2013 ومن وقتها نفذت 11 عملية إحراق مسجد أو كنيسة وبعضهم اليوم معتقل إداريا. وتؤمن «التمرد» بضرورة استبدال إسرائيل الصهيونية بدولة يهودية يحكمها ملك تعتمد التوراة شريعة لها، وتطرد الأغيار من البلاد، وتقتل العرب رجالا ونساء وأطفالا، وتبني الهيكل الثالث المزعوم. وتؤمن المجموعة بما يشبه معتقدات تنظيم الدولة «داعش» بضرورة هدم كل شيء والبدء بالبناء من جديد خطوة خطوة.
هدر دم العرب
وضبط «الشاباك» بحوزة أتباع هؤلاء دليلا حول طرق تنفيذ جرائم إحراق المساجد والكنائس والمنازل الفلسطينية. ونشر أمس، مقاطع أخرى من الوثيقة التي تفصل رؤية «مجموعة التمرد» التي قادت إلى عملية الإحراق القاتلة في قرية دوما.
وبدأ تشكيل هذا التنظيم قبل عامين بين نشطاء شبيبة التلال، وعلى رأسهم مئير اتينغر، المعتقل إداريا. وتتراوح أعمار النشطاء بين 14 و24 عاما، ويقيمون في مستوطنات الضفة الغربية، لكن بعضهم يصل من داخل الخط الأخضر. والوثيقة التي عثر عليها «الشاباك» لدى أعضاء المجموعة تعرض رؤية تبشيرية ومعادية للصهيونية، إلى جانب سلوكيات عنيفة توجه المجموعة. والهدف النهائي لهذه الرؤية هو تغيير نظام الحكم، الذي «يمنعنا من بناء الهيكل ويمنعنا من الخلاص الحقيقي والكامل» حسب ما جاء في الوثيقة.
ويستدل من هذه الوثيقة أن الهدف الأساسي لهذا التنظيم هو اسقاط السلطة في البلاد واستبدالها بـ»سلطة يهودية». ومن أجل تحقيق ذلك يؤيد أعضاء المجموعة «العمل على تعيين ملك، واجتثاث الوثنية بشكل فوري، وتصريح من قبل السلطة بشأن نيتها بناء الهيكل، وطرد الأغيار وفرض الاكراه الديني في المجال العام». ويعتبرون أن إسرائيل «دولة لا تملك حق الوجود، ولذلك فإننا لا نلتزم بشروط اللعب. اولا يجب الهدم ومن ثم البناء».
وتهدر الوثيقة دماء غير اليهود الذين يعيشون في إسرائيل، حيث جاء فيها أنه «لا يوجد على الإطلاق مكان للأغيار وخاصة العرب في مجال الدولة اليهودية، وإذا لم يخرجوا من هنا يسمح بقتلهم، والى الأبد سيكون دم غير اليهودي أرخص من دم اليهودي».
وتشير الوثيقة إلى طرق عمل مفصلة ومرعبة تتعلق بجرائم إشعال النار منها «نحطم الباب الزجاجي او النافذة، ونسكب البنزين او نشعل زجاجة حارقة ونلقي بها كيفما أمكن. طبعا، يجب أولا كتابة شعارات بعد اختيار بيت ما، كي لا نؤخر الهرب». ويكتب معدو الوثيقة أنه «بعد إسقاط السلطة يجب إقامة خلية في كل بلدة، ومدينة وعلى كل تلة، تضم بين ثلاثة وخمسة أعضاء يقررون القيام بعمل. يمكن البدء بأعمال صغيرة، ولن تكون هناك صلة بين الخلايا، ولن يتم التحقيق او الفحص».
كنيسة «نياحة العذراء»
وغداة تقديم لائحة اتهام بحق مجرمي عملية دوما، قدمت لوائح اتهام إلى المحكمة المركزية في اللد، ضد المشبوهين بإحراق كنيسة «نياحة العذراء» في فبراير/ شباط الماضي، وسلسلة أخرى من مخالفات الممتلكات وإحراق السيارات. ومن بين المتهمين في الملف يانون رؤوبيني، المتهم أيضا بإحراق كنيسة «الطابغة» في طبريا داخل أراضي 48. كما تضم قائمة المشبوهين القاصر (أ) المتهم أيضا بالتخطيط لعملية دوما، والقاصر الآخر (ب). وفي أعقاب اعتراف هؤلاء بإحراق الكنيسة، اطلق «الشاباك»، أمس، سراح مردخاي ماير، الذي صدر ضده أمر اعتقال إداري بحجة ضلوعه بإحراق الكنيسة.
وكان ماير قد اعتقل إداريا لمدة نصف سنة بعد إحراق عائلة دوابشة في دوما. وخلال طلب التصديق على أمر الاعتقال جاء أن خطورته تنبع من مشاركته في إحراق كنيسة «نياحة العذراء» في القدس. وتم تدعيم الادعاء بأدلة إدارية وبمعلومات استخبارية، وصودق على أمر الاعتقال مرتين من قبل قاضي المحكمة المركزية ابراهام طال. مع ذلك تم في قضية دوما تقديم لوائح اتهام ضد آخرين. وفي أعقاب نشر لوائح الاتهام سارع محامي ماير، يتسحاق بام، إلى تقديم التماس يطالب بإطلاق سراحه. وعلم ان «الشاباك» قرر إطلاق سراحه قبل تقديم الالتماس، لكنه فرض عليه قيودا إدارية.(القدس العربي)