عروبة الإخباري – قال مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون المنطقة العربية حسين أمير عبد اللهيان، إن أهم ما قامت به إيران في الأزمة السورية هو “الحفاظ على النظام السوري وعدم السماح بسقوط دمشق بيد الإرهابيين، وهذا الموقف سيحسب من إنجازات النظام الإيراني وسيسجله التاريخ للثورة الإيرانية”.
وأضاف عبد اللهيان أن الدول التي تريد تحقيق أهدافها من خلال إسقاط النظام في سوريا “استخدمت أقذر الطرق، وهي دعم الإرهابيين هناك”.
وحول دور إيران في المنطقة في ندوة “سوريا قلب المقاومة” بجامعة “صنعتي شريف” قال عبد اللهيان: “عندما نتحدث عن الدور الإقليمي لإيراني وأسباب نجاح هذا الدور.. لأن نفوذنا لم يقتصر على العمل الدبلوماسي في المنطقة وهناك تنسيق بين كل المؤسسات الإيرانية لإنجاح وتفعيل الدبلوماسية الإيرانية بالمنطقة، والسبب الذي نجحت فيه إيران بسوريا يعود لهذا التنسيق المترابط بين عمل السلك الدبلوماسي الإيراني بسوريا والمؤسسات الإيرانية الأخرى التي تدخلت بسوريا بشكل ممنهج ومترابط”، على حد قوله.
ولفت إلى أن “النظام السوري لم يكن ليصمد لأكثر من ثلاث سنوات لو بقي يقاتل وحده في أفضل الأحوال. ولولا وجود المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا لسقط النظام السوري منذ بداية الأزمة، لأن إيران كانت رائدة في المجال الميداني على كافة جبهات القتال بسوريا”.
وحول المعارضة السورية التي تعترف بها طهران، قال: “نحن نعتقد بأن أي معارضة مسلحة في سوريا هي إرهابية، ولا يمكن أن يتم اعتبارها معارضة سياسية لأنها لو كانت فعلا سياسية فلن تستخدم السلاح لتحقيق أهدافها.. ولا يمكن تفكيك أي معارضة مسلحة عن المجاميع الإرهابية، لأن من يتسلح تلقائيا فإن نشاطه ودوره يعتبران إرهابا ويتوافق عمله مع الإرهابيين في سوريا”.
ولفت إلى أن الخط الأحمر الذي وضعته إيران في سوريا هو بشار الأسد، مضيفا أنه “يجب أن يعتبر بشار الأسد الرئيس الشرعي في سوريا، وحتى بداية الانتخابات الرئاسية، ولا يحق لأي طرف أن يقرر مصيره، والشعب السوري وحده من يحدد مصير الأسد عبر انتخابات حرة يشارك فيها الجميع وليس عن طريق تدخل بعض الدول”، بحسب تعبيره.
وأشار إلى أنه “قبل تحديد موعد الانتخابات السورية فإنه يجب أن يتم تحديد تيارات المعارضة السياسية من التيارات الإرهابية، وأن تغلق كافة الحدود ويتم إيقاف شحنات الأسلحة والمقاتلين إلى سوريا ووقف إطلاق النار بين كافة الأطراف بسوريا، بالإضافة للمقدمات التي طرحناها في أغلب المفاوضات”، كما قال عبداللهيان.
وعلى صعيد الشأن البحريني، قال عبد اللهيان: “في إحدى المرات قال لي وزير خارجية بريطانيا إن إيران أرسلت أربعة صناديق محملة بسلاح الكلاشينكوف إلى البحرين، فرددت عليه بأن هذه تعتبر إهانة لإيران”.
وأضاف: “أخبرته أننا إذا أردنا التدخل في البحرين فلن نرسل هذا العدد القليل، ولو تدخلنا كما قال مرشد الثورة الإيرانية خامنئي، فإن الأوضاع والأحداث سوف تتغير هناك ونسقط النظام الملكي القائم في البحرين”، على حد قوله.
وحول تمدد النفوذ الإيراني في المناطق العربية منذ ثورة الخميني التي أطلقها المرشد الأول للثورة الإيرانية قال عبد اللهيان: “إن الحرب العراقية الإيرانية التي أطلق عليها الخميني (حرب الدفاع) ومشاركة الحرس الثوري الإيراني بسوريا، كانا من أهم العوامل التي ساهمت في تمدد الثورة الإيرانية في المنطقة بسبب ثبات إيران وصمودها في هذين الحربين”، على حد وصفه.
واعتبر أن الدول العربية لديها خوف من “الصحوة الإسلامية لأن هذه الصحوة مرتبطة بالثورة الإيرانية وخطابها الثوري المدافع والمناصر للمظلومين في هذه الدول”، مشيرا إلى أن هذه الدول تحاول “حرف مسار الصحوة الإسلامية عن طريق أحداث سوريا”.
وأكد عبد اللهيان، أن إيران لها “نفوذ وتأثير في كل دول المنطقة ولكن هذا النفوذ وهذا التأثير معنويان ولا يعني ذلك أن نتدخل في هذه الدول بسبب نفوذنا المعنوي”.