عروبة الإخباري – عرض وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس رؤية بلاده التطمينية بشأن الاتفاق النووي الذي أبرم الشهر الماضي مع إيران، كما يتصدر جدول الاجتماع أيضا الصراعات الدائرة في المنطقة وذلك خلال مباحثات في قطر مع نظرائه بدول مجلس التعاون الخليجي , في وقت قال فيه الرئيس الايراني حسن روحاني أن الاتفاق يهئ المناخ لتسوية الازمات الاقليمية.
وقال مسؤول بالخارجية الأميركية “هذه فرصة حقيقية أمام الوزير كيري للغوص عميقا مع وزراء الخارجية الخليجيين في محاولة للرد على أي تساؤلات قد تكون عالقة في أذهانهم على أمل إقناعهم وضمان دعمهم لكي نمضي قدما في جهودنا”.
وعقد وزراء الخارجية لدول الخليج عقدوا أمس الأول في الدوحة جلسة تحضيرية قبل اجتماعهم بالوزير كيري
وترأس الاجتماع التنسيقي وزير الخارجية القطري خالد العطية بمشاركة الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف بن راشد الزياني”.
في كلمته، خلال افتتاح أعمال الاجتماع، قال العطية، إنّ “هذا الاجتماع يأتي في إطار تنفيذ الأهداف والغايات التي تحقق مصالحنا المشتركة التي رسمها قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع الولايات المتحدة الأميركية”.
وأضاف العطية، وفقاً لما نقلته وكالة “الأنباء القطرية الرسمية” (قنا)، أنّ “اجتماعنا، هذا، يعقد في ظل ظروف إقليمية ودولية استثنائية وتحديات غير مسبوقة يواجهها العديد من مناطق العالم، وبخاصة منطقة الشرق الأوسط، تستدعي منّا والولايات المتحدة الأميركية بذل المزيد من الجهود لمواجهة كافة التحديات التي تعترض مجتمعاتنا من أجل إحلال السلم والأمن والاستقرار العالمي”.
وتطرق وزير الخارجية القطري، إلى الاتفاق النووي الإيراني، قائلاً “إننا نتطلع بأمل أن يؤدي الاتفاق النووي بين إيران ودول (5+1) إلى حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكّدين أهمية التعاون مع إيران على أسس ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وفض المنازعات بالطرق السلمية”. ولفت العطية، في كلمته، إلى أنّه “انطلاقاً من الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الخليج فإن تحقيق الاستقرار فيها أمر من الأهمية لدول المنطقة والمجتمع الدولي بأسره”، مؤكّداً موقف دول مجلس التعاون الخليجي الثابت بتجنيب منطقة الخليج أي أخطار أو تهديدات للسلاح النووي مع الإقرار بحق دول المنطقة في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية في إطار القواعد الدولية في هذا الشأن”. وقبل المباحثات أجرى كيري في القاهرة مباحثات مشابهة، حيث قال في مؤتمر صحفي هناك إن إيران ضالعة في أنشطة تزعزع الاستقرار بالمنطقة “لذلك من المهم جدا ضمان بقاء برنامجها النووي سلميا بالكامل”. وبموجب الاتفاق، التزمت القوى العالمية برفع عقوبات عن إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب في أنه يهدف لإنتاج قنبلة نووية بينما تقول طهران إنه سلمي. ويعد الاجتماع الخليجي الأميركي متابعة لقمة كامب ديفد التي استضاف فيها الرئيس الأميركي باراك أوباما زعماء الدول الخليجية في مايو الماضي، وعبر لهم عن التزام بلاده “الراسخ” بمواجهة التهديدات الخارجية لأمن المنطقة. ويأتي هذا الاجتماع، نظراً لأهمية القضايا السياسية والأمنية المطروحة على طاولة البحث مع كيري ، إذ توقعت مصادر أميركية أن تمهد المباحثات، الطريق أمام تفاهم ثلاثي (أميركي، روسي، خليجي) يتعلق بتسويات، قد تبدو صعبة، ولكنها ليست مستحيلة، للأزمتين السورية واليمنية، على وجه التحديد.
وبحسب وكالة الأنباء القطرية، فإن أهمية هذا الاجتماع تكمن في النتائج التي يتوقع أن تتمخض عنه، حيث ينتظر أن يطرح وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بوضوح رؤيتهم وموقفهم حول الملفات المطروحة. وفي ظل ذلك سيعقد على هامش هذا الاجتماع، اجتماع ثلاثي آخر يضم وزراء خارجية أميركا وروسيا والسعودية، الذي سيتناول سبلاً جديدة لمحاربة تنظيم داعش. وفي سياق متصل اعتبر الرئيس الايراني حسن روحاني ان الاتفاق النووي مع القوى الكبرى سيخلق “مناخا جديدا” لتسوية الازمات الاقليمية مثل اليمن وسوريا. وقال روحاني في مداخلة نقلت عبر التلفزيون “سنشدد على مبادئنا في المنطقة، الا انه من المؤكد تماما ان الاتفاق النووي سيخلق مناخا جديدا لتسويات سياسية اكثر سرعة” للازمات في المنطقة. وشدد على القول انه “لم يكن لديه ادنى شك” بنجاح المفاوضات حول الملف النووي الايراني. وتابع روحاني “ان الحل في النهاية سيكون سياسيا في اليمن، وفي سوريا ايضا الحل سيكون سياسيا في النهاية. ان الاجواء ستكون افضل قليلا للتحركات التي سنقوم بها، كما سنحافظ على مبادئنا”.