عروبة الإخباري – اتهم وزير الإعلام الكويتي الأسبق سامي عبد اللطيف النصف، الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل بقتل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ومحاولته توريط الرئيس أنور السادات في الحادث، بتأليفه حكاية «القهوة المسمومة».
وكتب «النصف» عدة تغريدات على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» في ذكرى ثورة «23 يوليو»، مشيرًا في إحداها إلى اتهام «هيكل» بقتل الرئيس عبد الناصر، مدللًا على ذلك بغياب «الأستاذ» كل عام عن زيارة ضريح «الزعيم».
وأعاد وزير الإعلام الكويتي الأسبق نشر مقال كان قد كتبه في جريدة «الأنباء»، بعنوان «هل قتل هيكل ناصر والسادات معا»، شكك فيه في رواية «الأستاذ» بشأن القهوة «المسمومة» التي حاول فيها إلصاق التهمة بالسادات عندما كان نائبًا لـ«ناصر»، واصفًا هذا الاتهام بأن هيكل كان يريد تصفية خلافاته مع السادات.
وقال «النصف» في مقاله: «روى مؤخرا الأستاذ هيكل ما جرى إبان قمة عام 70 في القاهرة، ومما ذكره أنه كان في جناح الرئيس عبد الناصر مع عرفات والسادات عندما قام نائب الرئيس وأخرج الطباخ النوبي وعمل بنفسه قهوة مسمومة لعبد الناصر توفي على إثرها بعد ثلاثة أيام، وهي رواية يقولها للمرة الأولى الأستاذ هيكل، وكالعادة جميع شهود تلك القضية من الأموات الذين لا يتكلمون!».
وأضاف: «بعكس معارضي رواية الأستاذ، أنا أول المصدقين بما قاله من موت الرئيس المستهدف عبد الناصر بالسم، حيث توفي بشكل مفاجئ وهو في الثانية والخمسين من عمره، وكان يخضع للفحوصات الطبية بشكل منتظم».
وتابع: «إن المنطق يشير إلى أن الفاعل المرجح هو هيكل لا السادات ومن ثم فما نشهده هو صحوة ضمير متأخرة، وإن حاول عبر الطريقة المخابراتية المعروفة بـDis-information أي قول جزء من الحقيقة ثم تحريفها عن مقاصدها؛ لإلصاق تلك الجريمة بالرئيس السادات، تصفية لحسابه معه».
وتساءل «النصف»: «هل يعقل أن يقوم نائب الرئيس بعمل قهوة في وجود شخص أقل منه رتبة، ونعني السيد هيكل دون أن يفرض البروتوكول والذوق السليم تطوعه بعملها بدلا منه؟ وللمعلومة لم يكن لنائب الرئيس السادات آنذاك أي خلافات ومشاكل مع عبد الناصر تدفعه لارتكاب الجريمة، بعكس هيكل الذي كانت علاقته وباعترافه تمر بأسوأ ظروفها مع الرئيس ناصر الذي قرر أخيرا التخلص منه عبر ترقيته إلى رتبة وزير؛ تمهيدا لإخراجه من الحياة السياسية المصرية في أول تعديل وزاري، لذا فهم هيكل القصد ورفض بشدة ذلك التعيين واعتكف في عزبته».
وأضاف «النصف»: «أوعز هيكل آنذاك لتوفيق الحكيم أن يكتب رسالة لعبد الناصر كي يثنيه عن قرار التوزير، مما جعله يحال للتحقيق، وتزداد العلاقة سوءا بين ناصر وهيكل، وبعد تعيين هيكل وزيرا في صيف عام 70 قبضت المخابرات على سكرتيرته الخاصة نوال المحلاوي وزوجها وصديقه لطفي الخولي وزوجته وتوفيق الحكيم في قضية تظهر شك عبد الناصر في صديقه ووزير إعلامه، حيث تم زرع أجهزة تنصت في بيته ومكتبه وحتى بيت صديقه الذي تحدثوا فيه، وقد ظهر للعلن في ذلك الصيف أن عبدالناصر قد رفع غطاء الحماية عن العاملين في جريدة الأهرام ولم يمض شهر ونيف على تفجر الخلاف بعد عملية التخلص إلى الأعلى حتى توفي أو قتل الرئيس، حسب رواية هيكل الأخيرة، في ظروف غامضة يشكك فيها حتى أهل بيته ومنهم ابنتاه».
واستطرد: «تكرر هذا الأمر مع الرئيس السادات الذي شعر في عام 81 بأن هناك قوى دولية تحاول التخلص منه بنفس طريقة تخلصها من شاه إيران آنذاك، وذلك عبر شن حملة إعلامية عالمية عليه، وتحريض الجماعات الإسلامية ضده، لذا قام الرئيس السادات فور عودته من واشنطن بحملة اعتقالات في 3 سبتمبر 81 شملت هيكل.. ومرة أخرى لا يمهل القدر من يسيء للأستاذ، ففي أقل من شهر يقتل السادات في ظروف غامضة ما زالت تثير كثيرا من التساؤلات خاصة لدى أرملته جيهان السادات».
واختتم: «لقد بقي ناصر آمنا في موقعه لمدة 16 عاما حتى أغضب هيكل، فقتل، كما بقي السادات آمنا لمدة 11 عاما حتى أغضب هيكل فقتل، ألا تشير تلك الحوادث الغامضة الشكوك في هيكل، أكثر منها في السادات المراد قتله حيا وميتًا؟».
وتساءل «النصف»: «لماذا لا تطالب عائلة عبد الناصر، ومثلها عائلة عرفات بتشريح الجثمان من قبل أطباء شرعيين؛ للتحقق من أسباب الوفاة الحقيقية، وحسم الجدل حول هذا الموضوع، فالسموم تبقى في الشعر والأظافر والعظام ولا تزول مع مرور السنين؟».