عروبة الإخباري – أجرى محرر شؤون الأسواق الناشئة في محطة سي أن أن الإخبارية الأمريكية، جون ديفتيريوس، مقابلة مع جلالة الملك عبدالله الثاني،وبثت مقتطفات منها اليوم الجمعة، فيما يلي نصها: جون ديفتيريوس: وضعتم خطة اقتصادية واضحة لإعادة إطلاق الاقتصاد الوطني، وتتطلعون إلى زيادة النمو بهدف أقصى هو 5ر7 بالمئة خلال عشر سنوات. ما الذي يجعلكم تعتقدون أنه يمكنكم أن تحققوا هذه الأرقام؟ جلالة الملك عبد الله الثاني: قبل الأزمة المالية العالمية التي حدثت منذ بضع سنوات، كان معدل النمو لدينا 7بالمئة، ولذا فإن العودة إلى مستوى 7بالمئة هو في الواقع، كما أعتقد، أمر ممكن. إن معدل النمو الحالي هو 3 بالمئة، ونأمل أن يرتفع إلى 4 بالمئة العام القادم، ومن ثم تحقيق هدف 7بالمئة.
جون ديفتيريوس: قدمتم مقترحات بمشاريع تصل قيمتها إلى 20 مليار دولار على مدى خمس سنوات بهدف جذب الاستثمار الأجنبي المباشر. لقد راجعت ما جرى خلال خمس سنوات، فوجدت أن الاستثمار الأجنبي المباشر، الذي تحقق، بلغ فقط أقل من 9 مليارات دولار. تقترحون مضاعفة حجم الاستثمار الأجنبي المباشر. كيف ستحققون ذلك؟ جلالة الملك عبد الله الثاني: لقد تعلمنا دروسا من الصراعات الإقليمية، ومنها ضرورة التركيزعلى الطاقة البديلة، والتي سنجعل من الأردن مركزالها. وقد حبانا الله بنعمة 300 يوم مشمس في السنة. ولأننا دولة مستوردة للطاقة، فإن الطاقة المتجددة في غاية الأهمية لنا. ستكون هناك قفزة كبيرة في هذا المجال في المملكة. ونحن نهدف إلى أن نصدّر الطاقة المتجددة إلى أوروبا وأبعد من ذلك.
جون ديفتيريوس:نحو ثلث الشباب الأردني القادر على العمل هم بلا وظائف. والقصة نفسها في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
جلالة الملك عبد الله الثاني: بل في جميع أنحاء العالم في الواقع. وأعتقد أن التحدي الكبير الذي يواجهنا جميعا، كما تعلمون، يتعلق بالشباب. وكما ذكرت، يوجد في الشرق الأوسط أكبر نسبة شباب في التاريخ، ونحن نتحدث عن ضرورة تأمين 25 مليون فرصة عمل خلال العقد المقبل في المنطقة. وهذا أحد الأسباب الموجبة لتحقيق انطلاقة اقتصادية، حيث أنه من المهم جدا بالنسبة لنا توفير فرص عمل للشباب.
جون ديفتيريوس: أنتم تسعون إلى توفير 500 ألف فرصة عمل خلال خمس سنوات. ويبدو هذا سقفا عاليا جدا، ولكن من الضروري في الوقت نفسه تحقيق ذلك، لأن نسبة 33بالمئة كمعدل بطالة بين الشباب في المنطقة أمر يصعب التعامل معه.
جلالة الملك عبد الله الثاني: تعد المواهب والقدرات البشرية في الأردن من أبرز ثرواتنا وما نصدره للعالم. وما نسعى إليه الآن هو معرفة كيف يمكننا إعداد الشباب الأردني للاستفادة القصوى من هذه الميزة.
نحن شعب فيه شباب بارعون في أمور التكنولوجيا، ويتحدثون لغتين. ولذا فنحن، كبلد صغير، قادرون دوما على التكيف مع تحديات المنطقة إلى حد معقول.
جون ديفتيريوس: أجده أمرا استثنائيا أن نتحدث عن الاستثمارات المباشرة الأجنبية والشركات العالمية القادمة إلى هنا، فيما في سوريا يستولي داعش على تدمر غير البعيدة عن دمشق. وقد استولى أيضا على الرمادي في العراق، وهي كذلك قريبة من بغداد. من سيراهن على منطقة فيها هذا القدر الكبير من الفوضى؟ وهل استهان الشركاء الآخرون، لا سيما الولايات المتحدة ودول الخليج، بخطرداعش، والذي وصفته جلالتكم ذات مرة أنه العدو رقم واحد؟ جلالة الملك عبد الله الثاني:عندما ينظر الأردن شمالا وشرقا، يجد أن داعش هو العدو رقم واحد.
يوجد لدينا 4ر1 مليون لاجئ سوري في الأردن، وهو ما يشكل عبئا كبيرا بالنسبة لبلادنا، وهناك أيضا النازحون السوريون على الجهة الأخرى من حدودنا مع سوريا، وهي منطقة آمنة ومستقرة إلى حد ما. وأعتقد أن على الجميع البدء في النظر في كيفية جعل هذا الجزء من جنوب سوريا منطقة أكثر ملاءمة لحياة طبيعية.
جون ديفتيريوس: إذا نظرتم الى ما يحدث من تدمير في تدمر، تجدون أنه تدمير لتراث بهمجية العصور الوسطى.
جلالة الملك عبد الله الثاني: إنه أمر مؤسف فعلا.
جون ديفتيريوس: وفي الواقع، فإنهم يدمرون المقدرات السياحية والمواقع التراثية.
جلالة الملك عبد الله الثاني:بالنسبة لي، لا أجد أي منطق في كيف يفكر هؤلاء. أعتقد أنه ليس لديهم أي حس بالإنسانية، أو الدين، أو الحياة. وأعتقد أنها دعوة لنا جميعا للتنبه ومواجهة هذا التهديد بجدية.