عروبة الإخباري – -قال النائب الأول لرئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز إنه لا يوجد دين أو جنس أو طائفة أو بلد معين للإرهاب وعليه لا يجوز ولا يقبل أن يتهم الإسلام بأنه دين الإرهاب ولا يجوز أن يتهم المسلمين بأنهم إرهابيون عن دون البشر.
وأضاف الفايز في كلمة له في جلسة حوارية عقدها مركز الحياة لتنمية المجتمع المدني (راصد) الاثنين حول تعزيز المواطنة والمشاركة لمكافحة الفكر المتطرف ضمن برنامجه مواطنتي في مشاركتي أن كل دول العالم ومجتمعاتها بمختلف أجنساها وأديانها وطوائفها توجد فيها جماعات إرهابية متطرفة تهدد السلم المجتمعي وتسيء للقيم النبيلة الجامعة ،لافتاً الى أن محاربة الإرهاب والتطرف تحتاج إلى جهد دولي وعمل تشاركي.
وقال “لا تستطيع أي دولة بمفردها مواجهة هذه الآفة التي بدأت تهدد العالم أجمع وخطرها يتربص بالجميع”.
وفي الجلسة التي أقيمت ببيت شباب عمان بمشاركة طلبة مدار وجامعات من جميع مناطق المملكة أكد الفايز أن الوطن يواجه اليوم تحديات كبيرة تتطلب من جميع ابنائه الوقوف إلى جانبه وحمايته والحفاظ على أمنه واستقراره والفهم الحقيقي للواقع وما يجري حولنا كي ننأى ببلدنا عن الأخطار المحيطة بنا.
وقال إن هناك أمورا تشغل بال الكثيرين في مجتمعنا وخاصة فئة الشباب تتعلق بالتساؤل عن الإرهاب والتطرف وحقيقة (داعش) وهل هي صناعة دول بعينها وما هو تعريف الإرهاب والتطرف وكيفية مواجهته.
وركزت اسئلة الطلبة المشاركين حول الأسباب التي تدفع بعض الأشخاص إلى التطرف وآثار التوجه إلى التطرف وكيف يتشكل وكيف يتم التعامل معه وما هي القوانين الرادعة له .
وقال الفائز ردا على هذ الأسئلة إنه لا يوجد تعريف واضح ومحدد للإرهاب أو التطرف لكن هناك اجتهادات مختلفة وفروقات في تعريفهما فتعريف الإرهاب في دولنا العربية والإسلامية يختلف لحد ما عما هو معرف عند الآخرين لكن بنفس الوقت لا يمكن اعتبار مقاومة الاحتلال عملاً إرهابياً أو عملاً متطرفاً ومن هنا فإن مفهوم الإرهاب نسبي ومتطور يختلف من مكان لآخر ولهذا لا يوجد مفهوم محدد للإرهاب يقبل به الجميع أو ينال الرضا التام.
وأضاف الفايز ” أياً كان الإرهاب فهو جريمة متعمدة وخطيرة لأن فاعلها مجرم وتعتبر جرائم الإرهاب والتطرف مخالفة واضحة وصريحة لحقوق الإنسان لافتا الى أننا في الأردن نعتبر أي عمل من شأنه التعرض لأمن واستقرار الوطن هو عمل إرهابي جبان مهما كانت الأساليب والطرق المتبعة أو المستخدمة في تنفيذه.
وقال إن من أسباب ظهور القوى المتطرفة وانتشارها السريع في منطقتنا العربية ما يعود لحالة التفكك والهوان التي تعيشها أمتنا بعد أن أصاب العديد من بلداننا العربية ما يسمى (الربيع العربي) الذي” لم يخلف إلا الدمار والقتل والفوضى”.
وتابع ان ما ساعد في ظهورها وانتشارها بعض الأنظمة التي لا تؤمن بقيم العدالة وحق الفرد في حياة كريمة ولا تؤمن بأن كرامة الإنسان قيمة عليا إضافة إلى القضايا المتعلقة بالفقر والبطالة وانعدام العدالة الاجتماعية وعدم وجود معالجات شافية لهذه المشاكل وفق رؤية استراتيجية واضحة.
وأضاف الفائز أن محاربة الإرهاب والتطرف تتطلب وضع استراتيجية واضحة ومحددة قابلة للتنفيذ” فالمعالجات العسكرية الأمنية وحدها لا يمكنها محاربته” قائلا ان التنمية الشاملة وتوزيع مكتسباتها بعدالة داخل أي مجتمع أو مكون هي المدخل الحقيقي لتصفية التطرف والإرها.
وقال ان توفر الإصلاحات الشاملة في مختلف المجالات وخاصة السياسية وإيجاد مناخات الحرية والتعبير وقبول الآخر وعدم الإقصاء من شأنها تهيئة أي مجتمع للقدرة على محاصرة الفكر المتطرف.
وأكد أن الإستراتيجية الوطنية لمحاربة الإرهاب والتطرف، يجب أن يرافقها خطاب ثقافي وإعلامي ودعوي مستنيراً للتوعية بمخاطر الإرهاب والتطرف على المجتمع الإنساني ككل وعلى الدين الإسلامي بشكل خاص.
وتحدث عن مواجهة الإرهاب والتطرف بالفكر والمنطق وبالحجة المقنعة لتعريف الناس بالقيم الإنسانية النبيلة وتعزيز المواطنة الصالحة والانتماء الوطني ولشرح الدين على نحو صحيح يساعد الناس على السلوك القويم مثلما أكد أن على الجميع تحمل المسؤولية في حربنا على الفكر الظلامي والتصدي له دفاعاً عن وطننا وأمتنا وعقيدتنا.
وشدد الفايز على أن الإعلام يعتبر من الأدوات الفاعلة في محاربة الفكر المتطرف والدواعش لافتاً الى أن باستطاعة الإعلام أن يلعب دوراً بارزاً في مواجهة الفكر المتطرف الذي تتبناه القوى المجرمة التي وصفها ب (خوارج هذا العصر) عبر عدم السماح لحملة هذه الأفكار الهدامة بالظهور عبر وسائل الإعلام المختلة وتفعيل البرامج السياسية والتوعية التثقيفية التي تحارب أفكار هذه العصابات وخطرها وتسليط الضوء على حقيقة أفراد هذه الجماعات وخاصة قياداته.
وقال انه يجب أن يرافق ذلك وجود بيئة تشريعات قانونية محلية ودولية تمنع نشر خطابات الكراهية والترويج للأفكار المتطرفة والعنف،أو تدعو للإساءة للشرائع السماوية والأنبياء مثلما أكد أن هناك مسؤولية على علماء الأمة والدين وأئمة المساجد والخطباء والمثقفين في محاربة الإرهاب والتطرف من خلال مواجهة الحجة بالحجة والفكر بالفكر والمنطق بالمنطق وليس من خلال الخطاب التقليدي.
وقال رئيس مجلس أمناء مركز الحياة لتنمية المجتمع المدني العين موسى المعايطة إن انعقاد مثل هذه الجلسات الحوارية يأتي في ظل حجم التحديات والظروف الصعبة وربما غير المسبوقة التي يمر بها وطننا ومنطقتنا العربية من بروز مشوه لظاهرة التطرف والإرهاب وطغيانها على المشهد العام.
وأوضح إنه في ظل ما يعتري المشهد من غموض حول نشأة التنظيمات الإرهابية وداعميها والمروجين لها وأسباب تكاثرها كأجسام غريبة في الجسم العربي والإسلامي،فإنه من المؤكد اليوم ضرورة الاحتكام إلى صوت العقل والمنطق والخبرة وسماع أصوات وطنية ما اختلف عليها اثنان في صدقها وانتمائها لوطنها وقائدها وأمتها.
وأوضح أن انعقاد الجلسة الحوارية يأتي انطلاقا من الدور الوطني الواقع على عاتق مؤسسات المجتمع المدني في الحد من التطرف الفكري والتطرف وتأثيره على الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في الأردن وإيمانا من مركز الحياة بأن الشباب هم أكثر ضحايا الفكر المتطرف.