أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، في تقرير رسمي، عن ما وصفه بـ«إنجازات» عملياته العسكرية خلال عام 2025، مؤكدًا تنفيذ 430 عملية عسكرية استهدفت نحو 21 ألف هدف.
غير أن التقرير تجاهل بشكل متعمد ذكر عدد الضحايا من المدنيين العزل من النساء والأطفال والشيوخ، الذين سقطوا خلال حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
كما أغفل التقرير الإشارة إلى حجم الدمار الهائل الذي طال البنايات والأبراج السكنية، والمخيمات، والمدارس، والجامعات، ودور العبادة من مساجد وكنائس، إضافة إلى المستشفيات وسيارات الإسعاف، واستهداف الأطباء والمسعفين، نتيجة العدوان المتواصل لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي بات الإرهاب والتطهير العرقي سمةً أساسية في ممارساته.
ولم يوضح التقرير ما إذا كان قتل المئات من المدنيين العزل في الضفة الغربية ومخيماتها والقدس يندرج ضمن ما يسمى «الأهداف العسكرية».
ومن المؤكد أن العمليات العسكرية لجيش الاحتلال شملت أيضًا قتل آلاف المدنيين اللبنانيين العزل، وتنفيذ عمليات تدمير ومسح جغرافي واسع طالت مناطق عديدة في جنوب لبنان وبيروت والضاحية الجنوبية والبقاع، إضافة إلى مناطق لبنانية أخرى، بما فيها العاصمة بيروت.
وبالتأكيد، لا يمكن فصل هذا التقرير عن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، والتي امتدت لتشمل أهدافًا في اليمن، ما يؤكد الطابع العدواني العابر للحدود لدولة الاحتلال.
إن هذا التقرير يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن “إسرائيل” كدولة احتلال تمارس الإرهاب وتشكل خطرًا حقيقيًا على الأمن والسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وعليه، فإن المسؤولية القانونية والسياسية تقع على مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بضرورة فرض العقوبات والحصار على إسرائيل، بوصفها دولة احتلال تمارس القتل والإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، دون استثناء لدول وشعوب المنطقة العربية والإسلامية، بما في ذلك إيران.
وفي حال تحقيق الأهداف الإسرائيلية تجاه إيران، فإن دائرة العدوان قد تمتد لاحقًا إلى مصر أو الأردن أو باكستان، وهو ما يستوجب تحركًا عاجلًا وحاسمًا.
إن المطلوب اليوم خطوات عملية تبدأ بفرض الحصار والعقوبات الدولية على “إسرائيل”، وتقديم حكومة نتنياهو والائتلاف الحاكم إلى محكمة الجنايات الدولية، إضافة إلى دعوة الدول العربية والإسلامية إلى إلغاء الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل وعزلها دوليًا، استنادًا إلى ما ورد في هذا التقرير الذي يتباهى بإنجازات القتل والتدمير والإرهاب.
