عروبة الإخباري – جينا أبو صالح –
صديقي الغالي: أولاً …”أُحبّك”
أولاً …”أُحبّك
ثانياً: وحتى لو تقطّعت بنا الطرق، لا تنسَ أبدًا “اوّلاً”.
كنتُ تلك الطفلة التي عمّدها المطر بالدهشة،أقف أمام الشجرة المضيئة، وأجراس الكنيسة تملأ المساءَ طمأنينة’وأشعرُ بفرحٍ ينزل إلى قلبي دون استئذان! ويستقرّ هناك كأنه وُلد معي..!
مضى الصبا بطيئاً، واتسعت مشاعر لم أُحسن تسميتها؛ لهفة (خلوة سرّية مع الراديو) كل مساء في تمام الساعة السادسة والنصف
‘يتبعها موجز الأخبار’انتظاراً لأُغنية أم كلثوم..
موعد يشبه الغرام، ولا يشبه الأحلام…
كبرتُ في العمر، ونسيت أن أكبر في القلب؛ فما زال بداخلي صدى الطفلة التي تعرف الدهشة الأولى؛ ضاقت مساحات الجسد، واتسعت فضاءات الروح،نزف القلب آهاً تلو آه !بينما ظلّت الروح تعزف (بعناد) لحن الحياة…
وبرغم كل الأسى، ما زلت أنبض حبّاً؛أصنعُ بهجتي’و أحفظُ العهود..
يا عزيزي:
لا تُقاس المعارك بعدد السنوات، بل بما تركته فينا من حكمة’وأثر..
فالعمر ليس عدوّاً؛هو الحليف الذي علّمنا كيف نبقى.. و لكلِّ شيءٍ ‘قدَر ..
الحُبّ كبيتٍ قديم يحتاج ترميماً دائماً كي لا يسكنه الصمت’والبرود..
والحياة ‘رقصة نعرف متى نقودها ومتى نسلّم الخطوة طواعية..
و لا تركن ؛ فالأمان إذا طال تحوّل إلى غفلة..
وتحت الركام! ما زال الجمر حيّاً’فلا تدع أحداً يشعل _نارك _سواك..
كُن أنت الشّرارة.. فالاشتعال حياة، وكلُّ ما دون _النفس _والمعتقد_خسارة..
عزيزي المقاوم في كلّ الميادين:
أُحييّك’و أثق بك، وأجدد العهد بالحب،وأشدّ الوعد بالثبات…إلى حين نصر وتمكين…
#جينا وجه الفرح
