«المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرّة».
في ذكرى مولد نبي الله عيسى بن مريم عليه السلام، حامل المحبة والضياء والخير والفداء للبشرية، نهنئ إخوتنا المسيحيين الأردنيين ومسيحيي المهجر والعالم.
ونبارك لملك البلاد عبد الله الثاني ابن الحسين، وولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبد الله أمير الشباب، وغاليتنا الملكة رانيا العبدالله، وأبناء شعبنا الأردني صاحب السجل الفاخر المشرّف الحافل بالتعددية، الطافح بالتنوع، الذي يزيد بلادنا العريية الأردنية جمالًا وكمالًا ومنعة وقوة.
في الحديث عن مسيحيي بلادي، هم أهلي وعظام الرقبة، وملح الأرض والزاد، وقرامي البلاد.
نعتز أن المسيحيين الأردنيين هم أقدم المجتمعات المسيحية في العالم. لقد عاشوا على أرضهم وعمروها وقاتلوا دفاعًا عنها. ولما لزم، قاتلوا قوات البيزنطيين المسيحيين إلى جانب جيش الفتح الإسلامي في مؤتة، لأن المسيحيين الأردنيين العرب الأقحاح، يعتزون بالنبي العربي محمد بن عبدالله، كما نعتز بنبي الله الفلسطيني، عيسى بن مريم، عليهما الصلاة والسلام.
قاتل مسيحيو الأردن والشرق مع إخوتهم العرب المسلمين، الغزاة الفرنجة الذين حملوا شعار الصليب كذبًا وتضليلًا.
ويذكر الخبير إبراهيم الشديفات أن تطورًا كبيرًا حدث في بدايات القرن الثالث الميلادي في المجتمع المسيحي الأردني. فقد هاجرت قبائل الغساسنة العرب إلى أرجاء الأردن وجنوب سوريا.
وحكم قسوس أمير الغساسنة، الجد الأكبر لعائلة القسوس الكركية، شرق الأردن وغربه وسهول حوران وتوسع إلى مناطق شاسعة من سوريا والعراق. وظل الغساسنة ينظرون إلى البيزنطيين كمحتلين.
والسيد المسيح عليه السلام هو في عقيدتنا من رسل الله العظام أولي العزم، فهو معظّم عندنا. والإساءة لأتباعه تساوي الإساءة للإسلام. وهذا ليس رأيي، مع أنني أؤيده، بل هو رأي رب العالمين.
قال تعالى: «آمنَ الرَّسولُ بما أُنزِلَ إِليهِ من رَّبهِ وَالمؤمنونَ كلٌّ آمنَ بالله وَملائكتهِ وَكتبهِ وَرسلهِ لا نفرِّقُ بينَ أَحدٍ من رسلهِ».
نسأل الله العلي القدير، أن يعمّ السلام على العالم، وأن يتحقق لشعب فلسطين العربي الشقيق، الوحدة والحرية والاستقلال والكرامة الإنسانية.
و أن تتخلص بلادنا والعالم من شرور الإرهاب والتطرف والكراهية.
