في مجتمعاتنا، لا يزال الصراع الحقيقي قائمًا بين وعي يحرّر، وجهلٍ يُقيّد. بين من يرفض الجمود ويسعى إلى التغيير، ومن يرضى بالبقاء في دائرة المسلّمات والظلال.
قال أفلاطون: “الجهل أصل كل شرّ.”، والشر هنا ليس مجرد خطيئة، بل سلوك جماعي ناتج عن انعدام الوعي والقدرة على التفكير النقدي. حين نُسلّم عقولنا، نتخلّى عن مسؤوليتنا في النهوض، ونبقى أسرى لقوالب صنعها لنا غيرنا.
سبينوزا رأى أن: “الحرية الحقيقية هي أن تفهم، لا أن تطيع.”، وهذا هو التحدي الأكبر أمام شعوبٍ تتربّى على الطاعة لا على السؤال، على القبول لا على الشك، وعلى الخوف لا على التحرّر.
الوعي ليس ترفًا نخبويًا، بل حاجة وجودية. غوته قال: “لا أحد يُستعبد أكثر من أولئك الذين يعتقدون زورًا أنهم أحرار.”، وهذه حال كثيرين في أوطاننا، يصفقون للجدران، وهم يحسبونها أبوابًا مفتوحة.
حين ترفض التغيير، فأنت ترفض أن ترى. ترفض أن تسائل، أن تفكّك، أن تعيد بناء ذاتك ومجتمعك على أسس الوعي والعدل. الحقيقة ليست مريحة دائمًا، لكنها الخلاص الوحيد من الزيف. وكما قال جلال الدين الرومي: “الحقيقة مرآة سقطت من يد الله، وتحطمت، فحمل كل منا قطعة منها وظن أنه يملكها كاملة.”
ما نحتاجه اليوم ليس شعارات ولا طقوسًا، بل ثورة عقلية روحية تعيد الإنسان إلى مركز وجوده ككائن حرّ، مسؤول، واعٍ. كن ممن يرى ويُفكّر ويقاوم بلطافة… فالوعي لا يحتاج ضجيجًا، بل موقفًا.
