عروبة الإخباري –
الدستور المصرية – نرمين يسر –
اعتاد جمهور الأوبرا، ذلك الفن الراقى، استقبال شهر ديسمبر بحضور عروض الأوبرا التى بدأت منذ عام 1597، «دافنى»، تأليف جاكوبو بيرى فى فلورنسا، كمحاولة لإحياء الدراما اليونانية القديمة، لكن معظم موسيقاه فُقدت، أما أول أوبرا كاملة وباقية هى «يوريديس»، للمؤلف نفسه، فى عام 1600 ميلادى، وبعد عدة سنوات، فى 1637، لتصبح الأوبرا متاحة للعامة لأول مرة.
أثار فضولى لمعرفة المزيد عن الشعب المصرى الراقى الذى حجز تذاكر أوبرا «كسارة البندق»، التى سوف تقام فى المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية فى آخر خمسة أيام من شهر ديسمبر الحالى، والتى نفدت بالكامل، بعد أن حصلت على تذاكرى فى آخر يوم من العرض وآخر مقعد! حيث إن قصة «كسارة البندق» تتماشى مع أعياد واحتفالات شهر ديسمبر، فهى إحدى روائع المؤلف الموسيقى تشايكوفيسكى فى عام 1892، وهى باليه من فصلين، ومقتبسة عن قصة الفرنسى ألكسندر دوما الأب، الذى اقتبسها بدوره من قصة «كسارة البندق وملك الفئران» لإرنست هوفمان.
تحضرنى فكرة أوائل العروض الأوبرالية فى ديسمبر من كل عام منذ العرض العالمى الأول لأوبرا «عايدة».
تعد أوبرا «عايدة» أحد العروض الأوبرالية ذائعة الصيت، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بتاريخ مصر الحديثة، والقديمة على السواء، فما قصة أوبرا «عايدة» التى مر على عرضها أكثر من 150 عامًا، وتحديدًا فى يوم 24 ديسمبر عام 1871؟ وبدأ العمل على أوبرا «عايدة» فى أثناء الاستعدادات لافتتاح قناة السويس، التى كان يجريها الخديو إسماعيل.
ولعدة أشهر، ظل عالم المصريات الفرنسى، أوغست مارييت باشا، ينسخ نقوشًا مصرية من المعابد للاستفادة بها لمؤلفه الجديد أوبرا «عايدة»، ليصبح العمل يدور حول قصة درامية من مصر القديمة، والتى تدور حول قصة حب «راداميس»، قائد الجيوش المصرية، وعايدة، الأميرة الحبشية التى أُسرت فى مصر، والتى أصبحت وصيفة لـ«آمنيريس» ابنة الملك المصرى. المفارقة فى هذه القصة أن عايدة، وآمنيريس وقعتا فى حب «راداميس»، وفى هذه الأثناء تنشب الحرب بين مصر والحبشة، وبعد انتصار مصر، يكرّم الملك القائد العسكرى الشجاع «راداميس»، وكان أسمى تكريم حينها أن يزوجه ابنته، لكن يرفض راداميس الزواج من ابنة الملك، ويخطط للهرب مع حبيبته عايدة، لكن يُكشف أمره، ويُحاكم بتهمة الخيانة، ويكون الحكم القاسى أن يُدفن حيًا، فتلحق به عايدة، وتُدفن معه فى قبره.
أما عن الموسيقى فهى من تأليف الموسيقار الإيطالى الكبير جوزيبى فيردى، الذى لم يبدِ موافقة فى بادئ الأمر على هذا العمل، لكن مارييت باشا أقنعه فى النهاية، ليقوم بتأليف موسيقى أوبرا «عايدة»، لقاء 150 ألف فرنك.
