سكينة الفالحي
مرحبا بيكم فحلقة جديدة من سيليباطير فوق 30، اليوم غادي نهضرو على واحد الظاهرة اللي طاغية دابا و هي النرجسية. الراجل اللي كيعشق راسو، والمرأة اللي كتخفي القوة ديالها وراء وجه بريء… كاملين عندهم القدرة يحكمو عليك بلا ما تحس.
النرجسية ماشي غير غرور، هي فن التلاعب والإيهام وسرقة الضوء ديالك. هاد الحلقة غادي تعطيك لمحة على هاد العالم باش تعرف تميّز بين النفخة والصمت، بين الضحك والدموع، وبين اللي كيتخبى بين السطور …
فالعلاقات، الناس ديما كيهضرو على النرجسي الراجل، اللي كيبان من أول دقيقة: كيعشق راسو، كيتغدى بالاهتمام، وكيهرب من المسؤولية بحال شي قط كيشوف الماء، ولكن قليل اللي كيشوف نسخة أخطر: النرجسية الأنثوية، ذاك النوع اللي كيدخل حياتك بنعومة و رقة وكيخرج منها بخفة ريح، وخلا وراك غير الفراغ وسؤال مؤلم: “كيفاش قدرت تخدعني بهاذ السهولة؟”
يا حرام ده انا هعيط بصوت احمد حلمي
النرجسية الأنثوية ماشي مجرد صفة، هي فن، خصك تكوني فنانة بحيث داك راس البطريق الي عندك كيتيق راسو راك كتموتي عليه وأنتي غا توحشتي السوسبانس ف حياتك الصديقة و كتبداي ليفل جديد فالحياة ، فن التمويه، فن الكاراكوز، فن أنك تكوني موجودة بلا عاطفة وكتشطّبي على الناس بحال واحد الحساب كتحاولي تصفّيه من مدة. هي كتلمع فحضورك، وتختفي ملي تحتاجيها، كتدير دور البريئة، الحساسة، الضعيفة، وفعلاً كتسحب منك شوية شوية، حتى كتولي تشك فراسك، فتصرفاتك، فقيمتك، فالغلط اللي عمرك درتيه. هي ما كتجرحكش بصوت، كتجرحك بالصمت، و كتمكن مزيان منك حتى كتشطحك على السواكن احبيبي بلا غرامة
ما كتخاصمش، كتجمد، وكتخليك انت اللي كتدور فبلاصتك تقلب على الخطأ اللي ما كاينش.
هي كتقدّر تحركك قبل ما تحرك، تعرف نقاط ضعفك قبل ما تعرفهم حتى أنت، وكتخليك تشك فراسك فكل حاجة. كتضحك، كتسكت، كتقرب، كتبتعد… وكل حركة عندها معنى، وكل كلمة محسوبة. حتى أذكى الناس، اللي كيتفاخروا بأنهم واعيين، كيطيحو فالشباك ديالها بحال الطيور الصغار اللي ما عرفوش الطيران. كتعيش على الضوء اللي كيخرج منك، وكتقنعك أن كلشي السبب فيه أنت، وأن النقص عندك، وأن الحساسية زايدة. وهنا السحر ديالها: كتخلي حتى الضحايا اللي عندهم وعي يشكّو فراسهم ويحسّو أنهم غالطين، وأن المشاكل كلها منهم. هي ما كتسرقش فقط الطاقة، كتسرق الوعي، وكتخليك تبقى كتفكر فيها حتى ملي غابت، وكتحس أن الفراغ اللي خلفاتو ما يتعوضش.
أما النرجسي الراجل، فهو واضح بزاف لدرجة البسالة: عندو ego منفوخ، شبعان عياقة عند بالو هو توم كروز رغم انه لا فرق بينه و بين لابوبو اييه لابوبو وصافي ..
وكيحتاج التصفيق باش يحس براسو عايش، إنجازاتو كيبانوا أكثر و اطول منو، وكيبان عليك من بعيد: خايف، متعجرف، وكيهضر بزاف. غالباً كيبغي السيطرة، وغالباً إيلا ما صفقتيش، كيجرّب يدخل فـ ego battle معاك باش يبرهن أنه “الأفضل”. هو كيدير الدراما بصوت، وهي كتديرها بالصمت. هو كينفجر، وهي كتخليك انت اللي تنفجر. هو كيلومك، وهي كتخليك تلوم راسك. هو واضح، هي متخفّية، هو كيبان، هي كتدوز من تحت الجلد.
فين كاين الخطر الحقيقي؟ النرجسي الراجل كتقدر تعرفيه بسرعة: سلوك ظاهر، ego مفهوم، وقراراتو واضحة، ممكن تهربي منه قبل ما تتورّطي. أما النرجسية الأنثوية، هنا المشكل، كتبان متواضعة، بريئة، لطيفة، حساسة، وكتختفي ملي تحتاجيها، وكتحضر ملي تبغي منك شي حاجة، وكتسالي العلاقة وانت كتسول راسك: “هل كنت أنا المشكلة؟” هي النرجسي الوحيد اللي كيخلي الناس تكتب: “أنا ماشي أنا”.
النرجسي الراجل كيسرق ليك الكرامة، ولكن الأنثى النرجسية كتسرق الوعي، وكتخليك تشك فكلشي، حتى فالأشياء اللي كنتي متأكد منها. لهذا السبب هي أخطر، لأنها ما كتخلّيش أثر، كتخلّيك انت اللي تبان الأثر. وفي النهاية، النرجسي الراجل كيبقى مجرد راجل عندو نفخة زايدة، أما النرجسية الأنثوية فهي مدرسة فالتلاعب الهادئ، وأسوأ ما فيها أنها كتخرج من حياتك بلا ما تشوف راسها غلطات، وكتخليك كضرب أخماس فأسداس: “هل المشكل كان فيها… ولا فيّا؟” والحقيقة؟ المشكل في السطر اللي ما بين السطور، في الشخص اللي كيبان ملاك، ولكن كيتغذّى على الضوء اللي كيخرج منك.
خاتمة: درس الحياة من النرجسية
إلى بغيت الحقيقة، تعلم هاد الدرس قبل ما يطيح بيك: النرجسية ماشي غير صفة، هي أرض خصبة للدماغ اللي كيحب يحكم، يلعب، ويتغذّى على ضعف الغير. الراجل النرجسي، صراحة، واضح، كتقدر تهربي منه، كتقدر تشوف الخطر قدامك، وكيتصالح معاه قلبك بسهولة. أما الأنثى النرجسية، فهي قنبلة صامتة، كتسرب الطاقة ديالك، كتسرق الثقة بالنفس ديالك، وكتخليك تحس أن الخطأ ديالك هو السبب فكلشي، بلا ما تحس حتى بالضربة.
هادي هي الحقيقة المرة: الأنثى النرجسية كتخليك تحس أنك ضائع، أنك غالط، وأنك خاصك تصلح راسك، بينما هي غير كتاخد الضوء اللي كيخرج منك، وكتخرج بلا ما تشوف أثرها على حياتك، وكتخليك تبقى كتدور على إجابات ما كايناش. إذا بغيت تبقى واقف، إذا بغيت تحمي نفسك، خاصك تعرف كيفاش تميز بين الصراحة والتمويه، بين النفخة والظل اللي كيخفي المكر، وبين القلب اللي كيعطي والنفس اللي كتاخد بلا رحمة.
وفالأخير، خاصك تعرفي، أي واحد نرجسي، سواء كان راجل أو امرأة، كيولي قدّام مرآة ديال نفسو ملي يلقى نرجسية مقابلو. كيولي الصراع لعبة ديال السيطرة، كل واحد كيحاول يثبت أنه “الأقوى”، وكل واحد كيستعمل كل الأسلحة ديالو: النفخة، الصمت، الضحك، الإيهام… وحتى الضحايا كيوليهم وقود فالخلفية.
اللي واضح هو أن النرجسية ماشي لعبة عابرة، هي مدرسة صعبة، اللي كتخلي الناس يشكو فراسهم ويشكّو فالقيم ديالهم، بلا ما يحسّو بلي مبقاوش تحت السيطرة ديالهم ومنين كيتلاقاو جوج نرجسيين؟ كتولي المعركة صامتة ولكن قاتلة، كل واحد كيستنزف الآخر بلا رحمة، وكل لحظة كتخلي أثرها بلا ما تحس.
الدروس اللي خصنا نخرجوا بها؟ اعرف حدودك، وميخليش الضوء ديالك يتسرق، وتعلم تميّز بين النفخة والصمت، بين اللي كيبان و اللي كيتخبّى، باش تبقى واقف بلا ما يتأثر بيك أي نرجسي.
