ثمة ما ينقال بعد تصريحات المعشر حول الأخ الرئيس محمود عباس ونائبه الأخ حسين الشيخ ، والحالة الفلسطينية بجمّاعها ومن قبلها مؤتمر إسطنبول لخلق البديل ، وغيرها من متوالية المنصات الموجهة والمدعومة والملغومة بالمال السياسي والثقافة القابضة الحرام والتي عملت من خلال أدوات ” المفكك العربي”وتوابعهم وزوابعهم وملحقاتهم واستطالاتهم السوداء لاغتيال صورة فلسطين وفكرتها وتعشيب تاريخها.وهو ما اشتغلوا عليه منذ بدايات الربيع العبري الأسود .سأورد ما أشرت لهفي مرة سابقة كي نمسك بطرف الخيط :
فقد جاءني صحفي قبل ما يزيد على عشر سنوات ليخبرني في مكتبي يومها أن سفارة دولة عظمى قابلته بعد مدحه وطلبت منه أن يكتب حول الرئيس والقيادة الفلسطينية تحت عناوين الفساد وغيرها وهم سيقومون بحمايته ودعمه وأبلغوه أنهم حينها دفعوا ثلاثمائة وخمسون ألف دولار لمنصات إعلامية وثقافية من الـ Njos تقوم بذات المهمة ،
هذا ما قيل لي في مكتبي شخصياً يومها ، وهو ما يوضح بما لا يدع مجالاً للشك خطة استقطاب النخب وشراء أقلامها لتهديم أوطانها تحت مسميات الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات والتي سقطت تماما في امتحان غزة وعموم فلسطين .
وما تصريحات المعشر التي أطلّت برأسها إلا واحدة من سياقات تلفها عديد إشارات الاستفهام في التوقيت واللحظة الضاغطة على عصب فلسطين والأمة؟!
أين استبيانات واستطلاعات الرأي التي اعتمدت عليها في تصريحاتك ؟!
أهل فلسطين أدرى بشعابها ويعلمون كيف يحدث كل ما يحدث بغير طريقة ومن المشغل ؟!كيف يتم قلب الأولويات فبدلاً من مهاجمة الاحتلال وإجرامه توجه الانتقادات للقيادة الفلسطينية تحت شعار فضفاض: (الإصلاح). هل هو إصلاح ( معهد كارنيجي)الأمريكي الذي يشغل به المعشر منصب نائب الرئيس ؟!
كلام حق يراد به باطل الأباطيل ، الاحتلال ومعه المظلة الأمريكية الداعمة وأذرع الاستعمار القديم الجديد يعملون وفق استراتيجيات حاسمة لتفكيك الحالة الفلسطينية بكل الوسائل والطرق ، ومالهم السياسي منذ سنوات من خلال الجواسيس القناصل يعمل لاغتيال صورة بلادنا وقتل النموذج وتصنيع الأشباه والمسوخ
، يريدون لفلسطين أن تعتذر عن جذورها وهويتها وتتنكر لحقها وحقيقتها وتاريخها المحمول على جبال التضحيات ، كان الأولى بالمعشر أن يضع أولويته في مواجهة الاحتلال الذي يواصل جرائمه ودماره بدلاً من فتاواه الرخوة في الزمن الرخو
أما عن الإصلاح مرة ثانية فلا يخفى أن الحالة الفلسطينية على امتداد وجع الخارطة ليست بخير ، ونحتاج لإعادة تقييم جدي لكل ما مررنا به وفي السياقات كلها وأن نعيد تصليب الجبهة الداخلية ولم شتات جهدنا داخلاً وخارجاً قلنا ونقول ولكن ضمن سياقات فلسطينية رسميةوتحت سقف البيت الفلسطيني بما يصحح ويصوب ويعيد إنتاج قوة فكرة فلسطين ومعناه الجليل ، ولا نقبل أن يضع الغزاة ونخبه المضادة مسطرة للحالة الفلسطينية التي نزفت الكثير للحفاظ على استقلالية قرارها وموقفها .
قلنا ونقول : الأردن وفلسطين شفتان لنهر واحد ، وما يطال فلسطين يطال الأردن وكل عاصمة عربية وما يطال الأردن يطال فلسطين وكل عواصم العرب ، وكل ما يعكر صفو هذه العلاقة لا ماكان ولا مكانة له ، هذه بديهية لا يختلف عليها اثنان ولا يتناطح عليها عنزان . وربما خفي على المعشر ،والأمر ليس بخافٍ ،ما تتعرض له فلسطين من حصار وتجويع لأهلها في غزة التي تمسح يومياً والأمة والعالم في سبات ، وتستباح الضفة وتتحول لمعازل وتجرف المخيمات ويقتلع أكثر من ثلاثة عشر تجمعاً في الأغوار وتنهب خيراتها وتقتلع وتحرق أشجار الزيتون ويطلق العدو العنان لقطعان مستوطنيه لتعميم توحشهم اليومي ، والقدس تهود في كل يوم وتغير معالمها .
نقول لا بديل عن الحرية إلا بالمزيد منها ولكن الحرية المشمولة بالحرص والمسؤولية وليس أن يتحول المعشر إلى مفتٍ دون عمامة ويطلق تعميماته بإطلاقها دون فحص وتمحيص وتدقيق في مواطن القول .!!الهدم والتهديم سهل أما البناء فيحتاج إلى طاقة اشتغال عالية.وما أكثر معاول الهدم ؟!
ثمة نقد بناء للتصحيح نحترمه ونقدره أما التحريض وصب الزيت على النار إمعاناً في سياسة تظهير الذات على حساب فلسطين وتضحيات شعبها الذي ينزف منذ ما يزيد على قرن من الزمان دون نجدة أو صريخ فهو مرفوض ، هل مواقف المعشر ونجدته لفلسطين عالمياً ملأت الدنيا وشغلت الناس حتى يخرج علينا ليقول ما قال ؟!
إنها تصريحات تخص صاحبها برأيي الذي جانبه الصواب وحكمة السياسي وهو يمد تصريحاته ذات اليمين وذات الشمال .ألا يكفي الإكراهات والاشتراطات والمشارط التي تطال فلسطين قيادة وشعباً حتى أصغر غصن زيتون معاند على ترابنا الحر ؟! ففلسطين قيادة وشعباً على سياق الاستهداف فهل يقبل المعشر أن يكون واحداً من السهام المسمومة التي تخرّق فلسطين على المستويات كافة ؟!
وما زلنا نواجه التوحش الاحتلالي الذي اغتال غزة ومد في الضفة أكثر من ألف حاجز .تقول فلسطين : أنقذني ثم حاسبني ، ونزيد: أنقذوا فلسطين وتعالوا قدام الصحراء العربية كي تحكم فينا .فلسطين لا تحتاج إلى دعائكم وفتاواكم ، تحتاج لمدكم ومددكم لتقيلوا عثرتها وتضمدوا جراحها وتعينوا أهلها وتعززوا صمود شعبنا على أرضه الذي يراد ترحيله إلى الأردن وتعميم وتعميق الفوضى في كل المنطقة ليختلط الحابل بالنابل وتلتف الساق بالساق أكثر مما هو عليه الحال .
هل غاب عن صاحب التصريحات ما قاله نتنياهو وحكومته الإجرامية عن الأردن وفلسطين والعالم العربي !؟.
إنها فلسطين تردد:
وإذا خفيت على الغبي فعاذرٌ
أن لا تراني مُقلة عمياء ُ
فأهل فلسطين أدرى بوجعهم من تنظيرات مجانية وتصريحات تلميعية على حساب دمها النزاف.
وفي أشد اللحظات تعقيداً نحتاج لنصرة بلادنا لا خطة إشغال .فمن لم ينصر فلسطين وشعبها وهما علىى نصال الذبح فليأكل القط لسانه ويصمت
لماذا الآن؟!ومن الذي يدفع للزمّار ؟! رمانا المعشر بداء وعيه الملغوم .. وانسلّ فلسطين ليست هزيلة ليسومها كل مفلس؟!!* مراد السوداني
22
