تدين الجبهة العربية الفلسطينية بشدة التصعيد الميداني المتسارع لقوات الاحتلال في محافظات الضفة الغربية، وخاصة جنين وطوباس وطولكرم وقباطية وكافة مدن ومحافظات الضفة الغربية حيث شهدت الساعات الأخيرة اقتحامات واسعة، واعتقالات، وتحويل منازل إلى ثكنات عسكرية، ونصب كمائن على مداخل المدن، مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع وفرض حظر التجول في بعض المناطق. هذا السلوك الاحتلالي يكشف بوضوح أن الضفة الغربية باتت هدفاً لعمليات عسكرية ممنهجة تمتد من استباحة المنازل، إلى خنق الحياة المدنية وإغلاق الطرق، في مشهد مكتمل الأركان لحرب أمنية مفتوحة على شعب أعزل.
إن ما يجري اليوم هو مشروع تصعيد شامل، يرمي إلى ترهيب المواطنين وتهشيم البنية الاجتماعية الفلسطينية، وإبقاء الضفة الغربية في حالة مطاردة دائمة، بما يؤكد أن الاحتلال يواصل سلوك “العقاب الجماعي” كاستراتيجية ثابتة، في انتهاك مباشر لكل الأعراف والقوانين الدولية. لقد بات الاحتلال يحول البلدات الفلسطينية إلى ساحات تدريب عسكرية، ويعامل المدنيين كأهداف أمنية، ويغلق الطرق بالجرافات ليعلن-عملياً- أن حق الحركة والحياة أصبح خاضعاً لقرار عسكري فوق القانون.
وفي ظل هذا التصعيد المنهجي، تدعو الجبهة العربية الفلسطينية المجتمع الدولي والعربي والإسلامي، والأمم المتحدة، ومجلس حقوق الإنسان، إلى التحرك العاجل لوضع حد لعمليات الاقتحام اليومية، وتوفير حماية دولية عاجلة لشعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة، ووقف سياسة الكمين العسكري في مداخل المدن التي تستهدف أرواح المدنيين في وضح النهار.
وتؤكد الجبهة أن استمرار الاحتلال في توسيع عدوانه على الضفة الغربية، بالتوازي مع حرب الإبادة في غزة، يكشف جوهر السياسة الإسرائيلية التي تقوم على توحيد ساحات العدوان، وتعميق السيطرة الميدانية في الضفة بإسناد الحرب في القطاع، في محاولة لكسر إرادة الشعب الفلسطيني وفرض واقع سياسي بالقوة.
إن شعبنا سيبقى ثابتاً على أرضه، يدافع عن حقه في الحياة والحرية، ولن تنجح الجرافات العسكرية ولا الاقتحامات الليلية في انتزاع صوته أو إرادته. وتدعو الجبهة كل القوى الوطنية إلى تعزيز التنسيق الميداني والسياسي لحماية مدننا وبلداتنا، ومواجهة هذا التصعيد الاحتلالي المتصاعد، بما يحفظ كرامة شعبنا وصمود هويته الوطنية في وجه مشروع التصفية
