عروبة الإخباري – اعتبر رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد، غادي آيزنكوت، ‘لن ينعم بيوم راحة واحد’، بسبب الأوضاع في العالم العربي وخصوصا أن إيران، على حد تعبيره، تحتل عواصم أربع دول عربية، في إشارة إلى سوريا ولبنان والعراق واليمن، وتطوق مضيق ‘باب المندب’ في أعقاب سيطرة الحوثيين على المنطقة المشرفة عليه، وأنها تسير ‘بخطى سريعة’ نحو امتلاك سلاح نووي.
وقال نتنياهو خلال مراسم تسلم آيزنكوت منصبه خلفا لبيني غانتس، أمس الاثنين، إنه يمنحه ‘شيكا موقعا’، وخاطب رئيس أركان الجيش قائلا ‘إنك لن تنعم ولو بيوم واحد من الراحة. إنك تعرف جيداً التحديات التي تواجهها دولة إسرائيل. إن الشرق الأوسط بات يتفكك، وأخذت الدول تنهار، فيما صارت ’إمبراطورية’، ألا وهي إيران، تُهرول لسد هذا الفراغ. وقد أمست تحتلّ أربع عواصم وهي تطوّق باب المندب، وتسرّع خطاها نحو الحصول على السلاح النووي، وتسعى لتطويقنا عبر أربع أذرع- أم ثلاثة بالأحرى في هذا الوقت: إحداها في لبنان والأخرى في غزة والثالثة- وهي جديدة- في الجولان، حيث يتواجد أكثر من 2000 مقاتل لحزب الله يخضعون عملياً لقيادة إيرانية’.
وتابع نتنياهو أن ‘إيران تعلن على الملأ نيتها القضاء على دولة إسرائيل بهذه الطريقة أم تلك. أضِف إلى ذلك قوى الإسلام المتشدد التي تشقّ طريقها عبر أي شرخ في الشرق الأوسط لا بل تنقل ممارساتها القاتلة إلى العالم بأسره. إننا نواجه عالماً مختلفاً، وعليه لن تكون السنوات الأربع المقبلة أقل صعوبة، بل أعتقد بأنها ستكون أكثر صعوبة، من السنوات الأربع الماضية. وسوف نحتاج إلى أي آلية وأي شخص لأن الشرق الأوسط المحيط بنا لن يرأف بالضعفاء ولن يبقى فيه إلا الأقوياء’.
وفيما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية في الماضي عن خلافات عميقة هجوم إسرائيلي منفرد ضد إيران بين نتنياهو ووزير الأمن السابق، ايهود باراك، وبين رئيس أركان الجيش الأسبق غابي أشكنازي، ألمح غانتس، أمس، إلى أنه يعارض هجوما كهذا.
وقال غانتس إنه ‘في اللحظة التي سنطالب فيها بتوجيه أنظارنا إلى تحديات أكثر بعدا، فإن ثمة أهمية لأن نعرف في موازاة ذلك كيف نمد أيدينا إلى حلفائنا (أي الولايات المتحدة)، وإنشاء حيزات من المصالح من أجل دفع حل وقدرة على ضمان ألا يكون شعبنا معزولا’.
وفسر المحلل العسكري في صحيفة ‘هآرتس’، عاموس هارئيل، اليوم الثلاثاء، أقوال غانتس بأنها تعني أنه ‘بإمكاننا أن نتدبر أمرنا في قضايا الأمن السيارة، لكن فيما يتعلق بالتهديدات البعيدة فإنه ينبغي مواجهتها سوية مع الولايات المتحدة، لكن لا نجد أنفسنا وحيدين في حرب كهذه’.
وأشار هارئيل إلى أن غانتس وآيزنكوت هما أبناء جيل واحد، وأن ‘كلاهما ارتقيا في سلم الرتب والمناصب العسكرية في فترة حروب محبطة ومعقدة وخالية من الحسم، وهي حربا لبنان الأولى والثانية والانتفاضتان. وتعرفا خلال هذه الحروب على حدود ممارسة القوة وثمن الخسائر المنوطة بممارستها’.
ولفت هارئيل إلى أن ‘هذه الصعوبة التي ينبغي التطرق إليها بتفكير بالغ، برزت في كافة الخطابات (خلال مراسم الأمس)، وكذلك في خطاب نتنياهو، الذي بدا أنه على الرغم من كلماته الصقرية إلا أنه ليس متحمسا لمهاجمة إيران الآن’.
ورأى هذا المحلل أن أحد الأمور التي سيضطر آيزنكوت إلى التركيز عليها بداية، هو قطاع غزة، على ضوء التقديرات باحتمال استئناف القتال وشن عدوان إسرائيلي جديد، بسبب استمرار الحصار الخانق على القطاع، بمشاركة نشطة من جانب مصر. وعلى ضوء هذه التقديرات فإن ‘آيزنكوت ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الجديد، اللواء هرتسي هليفي، يدركان أن التغطية الاستخباراتية لشعبة الاستخبارات العسكرية والشاباك تحتاج إلى تحسين’.