عروبة الإخباري –
عرفت المخرجة اللبنانية لمى داوود منذ سنوات، ومنذ اللحظة الأولى كان واضحاً أن هناك شيئاً مميزاً في شخصيتها: شغف لا يهدأ، وطموح لا يعرف حدوداً، وإصراراً على أن تجعل من كل فكرة فنية قصة تُحكى، ولا يمكن إغفال او تجاهل دعم والدتها تحديداً، والذي كان مصدر قوة للمى، ومن كل فيلم رسالة تحمل روح لبنان والفن العربي إلى العالم، هي لم تكن مجرد مخرجة موهوبة، بل كانت دائمًا رمزاً للشغف، وللإبداع الذي يتجاوز كل القيود.
طموحها لا يقتصر على تحقيق النجاحات الشخصية، بل يمتد ليكون منارة تُلهم الشباب العربي كله. فهي مثال حي على أن الإبداع يحتاج إلى جرأة وإصرار، وأن حلم الفنان العربي يمكن أن يُترجم إلى إنجازات عالمية إذا صاحبه العزم والرؤية الواضحة. لقد أصبحت لمى مصدر إلهام لكل من يسعى للتغيير، لكل من يعتقد أن الفن قادر على رسم الطريق نحو مستقبل أفضل، ولكل من يؤمن بأن الأحلام الكبيرة تحتاج إلى العمل الكبير لتحقيقها.
ومع هذا الطموح الكبير، أثبتت لمى داوود أن العمل الجاد لا يضيع هباءً، وفوز فيلمها بالمركز الأول في المهرجان العالمي “أولادنا” بالقاهرة، وسط منافسة ضمت ٥٤ دولة، ليس مجرد إنجاز شخصي، بل هو شهادة على قدرتها الفذة على المزج بين الرؤية الفنية العميقة، والإنسانية الحساسة، والرسالة الاجتماعية المؤثرة. إن هذا الفوز يمثل تتويجًا لشغفها الذي لا ينطفئ، وإيمانها القوي بأن السينما العربية يمكن أن تكون قوة فنية مؤثرة على مستوى العالم.
لمى داوود تعلمنا جميعاً درساً مهما: أن الطموح الصادق، حين يُرافقه الموهبة والإصرار، يصبح قوة لا تُقاوم، وأن الفن الحقيقي قادر على تغيير نظرة الناس، وإشعال الحلم في قلوب الشباب. فهي ليست مجرد مخرجة، بل ملهمة لكل من يسعى لتحدي الصعاب، ورسم مستقبل مشرق للفن العربي.
إن مسيرة لمى هي مثال حي على أن الإبداع لا يُقاس فقط بالجوائز أو المهرجانات، بل بالقدرة على الإلهام، وإشعال الحماس في النفوس، وترك أثر يستمر طويلًا بعد انتهاء الفيلم. وكل إنجاز تحققه هو تأكيد على أن الطموح الكبير يولد إنجازات أكبر، وأن الفن العربي قادر على المنافسة على أعلى المستويات إذا صاحبه القلب الكبير والعقل المبدع.
اليوم، ونحن نحتفل بفوزها، نحتفل أيضاً بشخصية لمى داوود الفريدة: المرأة العربية التي لا تقف عند أي حدود، والتي جعلت من حلمها قصة نجاح تُروى، ومن شغفها منارة تضيء دروب الشباب العربي، ومن فنها رسالة أمل لا تنتهي. إنجازها في القاهرة ليس مجرد فوز بفيلم، بل انتصار للطموح، وللإبداع، وللفكر العربي الطموح الذي يسعى دوماً ليترك أثراً خالدًا على العالم.
