تدين الجبهة العربية الفلسطينية بأشد العبارات استمرار الاحتلال الإسرائيلي في إحكام منظومة الحواجز العسكرية في الضفة الغربية المحتلة، والتي بلغ عددها حتى الربع الأول من عام 2025 (904) حاجزاً عسكرياً وبوابة حديدية، بينها (81) بوابة جديدة أقيمت منذ مطلع العام، لتتحول مدن وبلدات وقرى الضفة إلى سجون كبيرة محاصرة بالحديد والجدران.
إن هذه الأرقام الصادمة تعكس جوهر السياسة الاستعمارية الإسرائيلية القائمة على تكريس نظام فصل عنصري كامل الأركان، يهدف إلى تقطيع أوصال الأرض الفلسطينية، وإبقاء شعبنا تحت حصار دائم، بما يشكل جريمة حرب موصوفة وفق القانون الدولي وخرقاً صارخاً لكل الاتفاقيات الدولية. إن الاحتلال لا يكتفي بالقتل والتدمير والإبادة في قطاع غزة، بل يواصل خنق الضفة الغربية عبر الحواجز، في محاولة لتجويع شعبنا ودفعه قسراً نحو التهجير.
وتؤكد الجبهة أن هذه المنظومة الاستعمارية ليست شأناً فلسطينياً داخلياً، بل جريمة مستمرة ضد الإنسانية تتطلب من المجتمع الدولي التحرك الفوري، ووقف التواطؤ مع الاحتلال عبر الصمت أو الاكتفاء ببيانات الإدانة، والعمل على فرض عقوبات رادعة بحقه، وضمان حرية تنقل الفلسطينيين ورفع كافة القيود العسكرية التي تحاصر حياتهم اليومية.
كما تدعو الجبهة جماهير شعبنا إلى التمسك بخيار الصمود والمقاومة الشعبية الفاعلة في مواجهة منظومة الفصل العنصري، والتصدي لمشاريع الاحتلال الرامية إلى تصفية القضية الوطنية.
