5
يا «أُمَّ عمّار»، هذا الزَّارُ أَتعبني
وهدَّني البحثُ عن نَفْسي، وأَضْناني..
ولم أَعُدْ أستطيعُ الفَهْمَ: أُحجيةٌ
وراءَ أُحجيةٍ… والليلُ ليلانِ!
يا «أُمَّ عمّار».. بَعْضي لا يُفَرِّطُ في
بَعْضي.. ولو كُلُّ ما في الكُلِّ عاداني
فكيفَ أُلغي تَفاصيلي.. وأَشطُبُها؟!
وكيف يُنكِرُ نبضي.. نَبْضَهُ الثاني؟!
وكيفَ أُخْرِجني منّي.. وأفصلُني
عنّي، وما ثَمَّ بي إلاّيَ يَغْشاني!؟
لقد تَوَحَّدْتُ بي.. حتّى إذا الْتَفَتتْ
عيني.. رأَتْني.. وأَنّي سرتُ أَلقاني!
وإنّني ثَمَّ أَدري أنّ أَلْفَ يدٍ
تمتدُّ نحوي.. تُريدُ الأحمرَ القاني!
فَلْيَجْرِ.. عَلَّ نباتاً ماتَ من ظَمَأٍ
يحيا بهِ.. فَيُعزِّيني بِفُقْداني!
وَتَسْتَضيءُ به عينٌ مُسَهَّدةٌ
فيها كَعَيْنِ بلادي نَهْرُ أَحْزانِ!!!
* «عسى أنْ تكونَ في الإِعادة إِفادة!!»
