عروبة الإخباري –
توم برّاك لم يأتِ إلى لبنان ليبني جسورًا دبلوماسية أو يساهم في استقرار البلاد، بل ليشعل أزمة بالكلمات ويقحم نفسه في شؤون وطن بأكمله. تصريحاته الأخيرة، التي اعتبر فيها لبنان عاجزًا عن مواجهة “حزب الله” وأن كل ما يفعله هو الكلام، ليست مجرد ملاحظات، بل صرخة استعلائية تعكس نفاقًا أميركيًا وازدواجية معايير لا يمكن تجاهلها.
برّاك يتحدث وكأن لبنان ليس دولة ذات سيادة، وأن حكومته عاجزة تمامًا عن اتخاذ أي قرار، ويذهب أبعد من ذلك، ملوحًا بأرقام مالية عن تمويل حزب الله، كأنه يحاول إذلال الدولة اللبنانية وإرغامها على الانصياع لمطالب خارجية.
هذا الرجل يحوّل الدبلوماسية إلى أداة ضغط، متجاهلًا الانتهاكات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، ومجردًا لبنان من أي حماية من “حليف” كان يفترض أن يضمن الاستقرار، لكن الواقع أنه يضع الدولة اللبنانية بين المطرقة وسندان التهديد الإسرائيلي.
أسلوب برّاك الفجّ لا يقتصر على النقد، بل هو ابتزاز سياسي واضح: رسالة للبنان بأن عليه الخضوع، ورسالة لإسرائيل بأن واشنطن تفتح لها الباب للتحرك، دون أدنى اعتبار للسيادة اللبنانية أو دماء المدنيين. هذا هو الوجه الحقيقي للسياسة الأميركية في المنطقة: الكلام الحاد كمدخل للضغط، وترك الأبواب مفتوحة للحليف الإسرائيلي للتدخل متى شاء.
لبنان اليوم بحاجة إلى موقف حازم يضع حدًا لعبث برّاك وتهديداته المفتوحة، وليس مجرد بيانات تحفظية، فالسكوت على هذا الكلام ليس خيارًا، لأنه يعكس ضعف الدولة أمام التدخل الخارجي ويشرعن للتدخلات المقبلة. توم برّاك، بكلماته الفجّة، يثبت أنه ليس مبعوثًا لحوار أو استقرار، بل أداة للضغط والهجوم النفسي والسياسي على لبنان وشعبه.
