كتب المهندس زيد نفاع أمين عام حزب عزم –
في إطار التزامه التاريخي الثابت تجاه القضية الفلسطينية، يواصل الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، حراكه الدبلوماسي المكثف على الساحة الدولية، لتكريس الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبارها السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
مركزية فلسطين في السياسة الأردنية
منذ تأسيسه، وضع الأردن القضية الفلسطينية في صدارة أولوياته السياسية، انطلاقاً من قناعة راسخة بأن غياب العدالة واستمرار الاحتلال يشكلان بيئة خصبة للتطرف وانعدام الثقة، وتهديداً مباشراً للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. ويؤكد جلالة الملك أن السلام لن يتحقق إلا بقيام دولة فلسطينية حرة وذات سيادة، تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل ضمن حدود آمنة ومعترف بها دولياً.
الوصاية الهاشمية والقدس
ويستند الموقف الأردني إلى وصايته الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، حيث يواصل جلالة الملك تحذيراته من أي محاولات لفرض وقائع جديدة أو تغيير الوضع القانوني والتاريخي للمدينة المقدسة، داعياً المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في حماية الهوية العربية والإسلامية للقدس وصون حقوق أهلها.
اختراقات دبلوماسية واعترافات متتالية
وقد أثمرت الجهود الأردنية عن حراك ملموس في الأوساط الدولية، تُوّج مؤخراً باعتراف كل من المملكة المتحدة وكندا وأستراليا بدولة فلسطين، إلى جانب إعلان عدد من الدول الأوروبية نيتها اتخاذ الخطوة ذاتها. ويقود الأردن، بالتنسيق مع الأشقاء العرب والشركاء الأوروبيين، جهوداً متصاعدة لحشد موقف موحد داخل الأمم المتحدة، والدفع نحو منح فلسطين عضوية كاملة في المنظمة الدولية.
إشادة دولية بالدور الأردني
وحظي الدور الأردني بإشادة واسعة من قادة العالم. فقد أكد السفير الفرنسي في عمان، أليكسي لوكور غرانميزون، أن المملكة أسهمت بفعالية في التحضير للمؤتمر الوزاري الدولي في نيويورك، مشيداً بمواقفها الثابتة والداعمة لحل الدولتين، و أن المملكة أسهمت بفعالية في التحضير للمؤتمر الوزاري الدولي في نيويورك، مشيداً بمواقفها الثابتة والداعمة لحل الدولتين. فيما وصف السفير الإسباني، ميغيل دي لوكاس، الأردن بأنه شريك أساسي في تعزيز الاستقرار الإقليمي، مؤكداً أن اعتراف بلاده بدولة فلسطين خطوة ضرورية لضمان سلام مستدام.
تلازم السياسي والإنساني
ويجسد الأردن رؤيته عبر الجمع بين الموقف السياسي والبعد الإنساني، إذ جاءت الاستجابة السريعة بإرسال المستشفيات الميدانية والقوافل الإغاثية إلى غزة، تعبيراً عن التزام المملكة العملي بالدفاع عن حياة الفلسطينيين وحقوقهم على حد سواء.
نحو موقف دولي موحد
وتتزامن هذه الجهود مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتصاعد الانتهاكات في الضفة الغربية، ما يضاعف الحاجة إلى موقف دولي موحد يقود إلى وقف فوري لإطلاق النار، وفتح المعابر أمام المساعدات، وتهيئة الظروف لعودة مفاوضات جادة تفضي إلى حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم.
بهذا الحراك المتواصل، يرسّخ الأردن موقعه كصوت عقلاني وفاعل في المجتمع الدولي، مدافعاً بثبات عن الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرّف، وحاملاً رسالة تاريخية تؤكد أن لا استقرار في المنطقة دون تحقيق العدالة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
الملك عبدالله الثاني.. حامي المقدسات الإسلامية والمسيحية وقائد الدبلوماسية العالمية لنصرة فلسطين
5
