عروبة الإخباري –
الدستور – محمود كريشان –
تحتضن دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع حفل إشهار كتاب «عمان وأخواتها الجميلات» للأديب والكاتب رشاد أبو داود، وذلك في الساعة السابعة مساء اليوم الإثنين في مقر الدار الكائن قرب دوار المدينة الرياضية مقابل المختار مول عمارة رقم (11)..
وبهذا الصدد يقول المؤلف الصحفي رشاد أبو داود، في كلمة على غلاف كتابه «عمان وأخواتها الجميلات»، الصادر عن «خطوط وظلال للنشر والتوزيع»، أن هذا الكتاب هو بمثابة تسجيل حي وتصوير بالكلمات للوطن الذي تغربت عنه لمدة ربع قرن من أجل الدراسة والعمل.. حين عدت، وجدت نفسي أرغب في أحتضان تراب كل مدينة وقرية ومخيم، وعمان هي التي غادرتها قد كبرت، وأصبحت أجمل. أما الزرقاء، التي عشت فيها طفولتي وصباي، فقد كبرت أيضاً، لكنها بقيت في روحي تلك الصبية الرشيقة ذات الخصر الرفيع والشعر المسترسل من «الحاووز إلى جناعة وواد الحجر، ومن المعسكر إلى السيل الأخضر»..
أيضا يسترسل ابوداود بشاعريته الخصبة ولغة تقطر رشاقة ويأخذنا في جولة بالمدن الأردنية، يرسم بالكلمات لوحات للطبيعة الجميلة ويقول: لكل فصل لونه ونكهته وطعمه.ربيع صيف خريف شتاء، ألوان لا تبهت إن نزل عليها المطر، وإن جفت تصبح أجمل. أوراق خضراء تصبح في أيلول صفراء كالذهب، هي الأشجار تبدل ثيابها لتأتيك في الربيع القادم جديدة جميلة، كلها في بلدك، لك. ولك أيضاً ما حبلت به الأرض لتأكل، وما حملت به الأشجار لتتذوق حلاوة فاكهة فيها لذة وفيها شفاء.. مشاغل العيش أخذت منك مشاعل الحياة.. سرعة القطار أنستك متعة المحطات، وبقيت تركض حتى سبقت القطار، لكنك لم تصل ولن تصل، فقد غطت عينيك غشاوة السرعة وغبار الزمن الأغبر المغبر بالضياع.. تجاوزت هدفك وأمسكت بيد الطمع الذي عض يدك ولحمك وكاد يكسر عظمك.. افعل كما تفعل الطيور، التقط حبات قمح تسد جوع معدتك، كن خفيفاً لتحلق بك.. ابنِ عشك على غصن شجرة واترك الحجر المكدّس حجراً فوق حجر فوق صخرة، على هيئة منزل صغير في حي مكتظ بالفقر أو في فيلا فارهة الترف.. اخرج قليلاً خارج حدود المدينة لتجدك خفيفاً نظيفاً من كوليسترول الشحم، خالياً من ثاني أكسيد الكربون وذاك الشحار الأسود الذي يلوث رئتك..
الناقد والشاعر الدكتور راشد عيسى قدم تعريفاً للكتاب والكاتب بقوله «رشاد أبو داود إعلامي أردني بارز على الصعيد العربي، وهو أيضاً كاتب له مجموعة من الإصدارات الأدبية في مجال «الومضة الأدبية».. وها هو في هذا الكتيّب يقدم لوناً جميلاً من ألوان الأدب هو « أدب المكان».. فالكتاب منظومة من النصوص الإعلامية المشبعة بالبلاغة ورشاقة التعبير، يتناول فيها مشاهد من زياراته أو إقامته في أماكن أردنية متعددة؛ عمان إربد، الكرك، عجلون، السلط، الزرقاء وما حولها، الرمثا، العقبة… فإذا كان عرار، شاعر الأردن، تغنى بالأمكنة الأردنية كصيغة من صيغ الانتماء ومحبة الوطن، فإن رشاد هنا يتغنى بجماليات الربوع الأردنية بالنثر الفني السهل الممتنع، فيزاوج بين الإخبارية بصفته إعلامياً واللغة الأدبية بصفته أديباً.
ولعل أهمية هذه النصوص متأتية من كونها إضافة لامعة الى كتب السير والمذكرات المتعلقة بالمكان الأردني، على غرار «سيرة مدينة» لعبد الرحمن منيف، والعديد من الروايات الأردنية عبر السنين الخوالي.
يذكر أن هذا الإصدار هو الخامس لرشاد أبو داود بعد «لكم أنت بي»، «كلام طري»، «اسمعي ما تقول يداي» و»ظل أحمر»..
