تدين الجبهة العربية الفلسطينية بأشد العبارات الاستخدام الأمريكي المخزي والفاضح لحق النقض (الفيتو) وللمرة السادسة ضد مشروع قرار دولي كان يطالب بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة المحاصر.
هذا الفيتو، الذي رفعته المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس بكل غطرسة، هو تصويت للولايات المتحدة لصالح استمرار المذبحة ضد شعبنا، واستمرار الحصار الخانق، واستمرار سياسة التجويع والحرمان من أبسط مقومات الحياة. إنه تأييد صريح وغير مسبوق لاستمرار العدوان الإسرائيلي البربري الذي أنهك كل مظاهر الحياة في قطاع غزة.
إن مشروع القرار، الذي قدمته عشر دول أعضاء في مجلس الأمن، يمثل الحد الأدنى من المسؤولية الأخلاقية والإنسانية، وكان يعكس الإرادة الحقيقية للمجتمع الدولي بضرورة إنهاء هذه الكارثة الإنسانية التي تتكشف أمام أعين العالم. لقد طالب القرار بوضوح بوقف إطلاق النار ورفع الحصار الفوري وغير المشروط لدفع المساعدات الإنسانية لمنع مجاعة جماعية أصبحت تهدد حياة الملايين.
بهذا الفيتو، تكون الإدارة الأمريكية قد ارتكبت جريمة أخلاقية وسياسية بإعطائها الضوء الأخضر لاستمرار آلة القتل الإسرائيلية، متحدية بذلك كل الأعراف والمواثيق الدولية والقيم الإنسانية الأساسية. إنها المرة السادسة التي تقف فيها الولايات المتحدة حجر عثرة في وجه محاولات وقف العدوان، مما يؤكد دورها الشريك في إطالة أمد هذه الجريمة وانتهاك كل حرمة للقانون الدولي.
تعلن الجبهة العربية الفلسطينية أن هذا الموقف الأمريكي المنحاز بشكل أعمى يفضح الازدواجية المطلقة في معايير السياسة الخارجية للولايات المتحدة، ويتناقض تناقضاً صارخاً مع خطاباتها حول حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
وتوجه الجبهة نداءً عاجلاً إلى كل الدول الحرة والشعوب المحبة للسلام في العالم لمضاعفة الضغط على حكوماتها ومؤسساتها الدولية لاتخاذ إجراءات فعلية وقوية لإجبار الكيان المحتل على وقف عدوانه ورفع حصاره الجائر، ومحاسبة كل من يتورط في دعم واستمرار هذه الجريمة.
إن شعبنا الفلسطيني لن ينسى لمن وقف مع حقوقه في الحياة والكرامة، ولمن وقف مع جلاديه. وستواصل الجبهة العربية الفلسطينية نضالها بكل السبل، مدعومة بإرادة شعبنا الصامد، حتى تحرير أرضنا وانتزاع حقوقنا كاملة غير منقوصة.
