عروبة الإخباري –
في تاريخ العائلات التي تصنع المجد بالعلم والحكمة، يسطع اسم الوجيه جمال ناجي الفقيه، الجد الذي تزيّنت به المجالس وازدانت بوقاره المحافل. لم يكن وجيهاً بالهيئة وحدها، بل بالقول الرصين والرأي الحصيف، وبسعيه الدؤوب لإصلاح ذات البين، فقد كان بيته وما زال قبلةً للمتخاصمين، وصوته ميزانًا يردّ الحقوق إلى نصابها، وهيبته سياجًا يفرض على الجميع احترام الحق والعدل، فلقد جمع بين المهابة والرحمة، وبين الحزم واللين، فأضحى عنوانًا للحكمة الشعبية ووجاهة اجتماعية قلّ نظيرها.
ومن هذا الأصل الأصيل، تفرعت أغصان مثمرة حملت مشعل العدالة بأشكال شتى.
فها هو المحامي رائد الفقيه، الذي وإن لم يمارس المرافعة في قاعات المحاكم، بقي اسمه شاهدًا على عمق المعرفة القانونية، وعنوانًا لرصانة الفكر، ورمزًا لشخصية تستلهم الحكمة وتُسندها بالعلم. كان وما يزال، مرجعًا في الرأي ومثالاً في الاتزان، يُجسّد الجانب الأخلاقي السامي لمهنة المحاماة حتى دون أن يعتلي منصة القضاء.
ثم يسطع نجم عز الفقيه، الذي تجاوز حدود الوطن ليحمل اسم العائلة إلى المنابر العالمية، حتى بلغ به المجد أن تسلّطت عليه مجلة وول ستريت، في سابقة تاريخية جعلت منه أول محامٍ عربي يسطع في صفحات هذه المجلة المرموقة، لا شك إنّه إنجاز لا يُحسب لشخصه وحده، بل للأمة جمعاء، ودليل على أن الكلمة العربية حين تتّشح بوشاح القانون، تستطيع أن تخاطب العالم بأسره وتفرض حضورها بين الكبار.
واليوم، ينهض جمال رائد الفقيه، الطالب الطموح الذي أنهى دراسة الحقوق، محمّلًا بتراث الجد، ومُلهمًا بإنجازات والده وعمه، ليكون حلقةً جديدة في عقد هذه المسيرة المضيئة. هو عنوان الوعد القادم، الذي يجمع في شخصه بين أصالة الحكمة التي ورثها من الجد، وبين صرامة العلم الذي نهله من دراسة القانون، وبين طموح لا يحدّه سقف. إنه الجسر الذي يصل الماضي العريق بالمستقبل المشرق، والنبراس الذي يُرتجى أن يحمل لواء العدالة إلى ميادين جديدة.
إنها حكاية الفقيه: حكاية رجل بدأ بالوجاهة والإصلاح، ثم امتدت ذريته لتعتلي قمم العدالة، وتخاطب منابر العالم، ولتُهيئ لجيل جديد أن يسير على ذات الطريق بجرأة أكبر وأفق أوسع. إنها ليست مجرد سيرة عائلية، بل ملحمة متصلة الحلقات، حيث يلتقي المجد بالحكمة، وتتعانق الأصالة مع الطموح، تحت راية اسم واحد… الفقيه.
