عروبة الإخباري –
في فضاءات الإعلام الرحبة، حيث تتزاحم الأصوات وتتناثر الوجوه، يظلّ لبعض الشخصيات بريقٌ لا يخفت، ولمسةٌ لا تتكرّر، ووهجٌ يفرض حضوره مهما تغيّرت الظروف والوجوه. ومن بين تلك القامات التي صنعت لنفسها مكانةً لا ينازعها عليها أحد، تتألّق الإعلامية الأردنية ميسون يونس، التي اختارت أن تسير في دروب الإعلام بثقة العارف، ورصانة المثقف، وأناقة الحضور.
ميسون يونس ليست مذيعةً تقليدية؛ هي أيقونة إعلامية متفرّدة، تفيض في حضورها بهاءً، وفي خطابها رصانةً، وفي أدائها سحرًا يجمع بين الصدق والبراعة. إطلالتها على الشاشة ليست مجرد صورة متحرّكة، بل هي قصيدة ناطقة، تطرّزها حروفها، ويُزيّنها صوتها الرخيم، وتباركها ثقافتها الواسعة التي تُمكّنها من ملامسة عقول الجمهور وقلوبهم على السواء.
ميسون، رسمت لنفسها خطًا مهنيًا واضحًا، لا مكان فيه للسطحية ولا حيّز فيه للابتذال. فكل ظهور لها هو موقفٌ واعٍ، ورسالةٌ راسخة، وإضافةٌ نوعية لمسيرة الإعلام الأردني. من برامجها الشبابية التي خاطبت طموحات جيلٍ صاعد، إلى صباحاتها التي أشرقت بالبهجة على بيوت الناس، إلى أجوائها الرمضانية المفعمة بالدفء، وصولًا إلى مساحاتها الرياضية التي منحتها حضورًا خاصًا بين عشّاق الرياضة… ظلّت ميسون يونس جسرًا أنيقًا بين الفكرة والمشاهد، وبين المعلومة والوجدان.
ويكمن سرّ تفردها لا يكمن فقط في إطلالتها المتألقة، بل في روحها الإعلامية المتوثّبة؛ فهي تدرك أنّ الإعلام مسؤولية قبل أن يكون شهرة، وتعي أنّ الكلمة الصادقة أبقى أثرًا من كل بريقٍ عابر. لذا، كان حضورها دائمًا محطّ إعجاب واحترام، يصفها المتابعون بأنّها سيدة الشاشة الهادئة، وبأنها صوت المهنية المترف، وبأنها واحدة من النماذج النسائية المشرقة التي رفعت اسم الإعلام الأردني عاليًا.
الحديث عن ميسون يونس هو حديث عن امرأة استثنائية، جمعت بين قوة المضمون وجمال الأسلوب، بين الحضور الطاغي والتواضع العميق، وبين أصالة الانتماء وحداثة الطرح. هي مدرسة إعلامية بحد ذاتها، تُلهم الأجيال الجديدة، وتؤكّد أن النجاح الحقيقي يُبنى على الإصرار والإبداع والصدق مع الذات والجمهور.
ميسون يونس، باتت رمزًا من رموز الإعلام الأردني والعربي، واسمًا يليق أن يُسجَّل في ذاكرة المهنة بحروف من ضياء، لأنها ببساطة جمعت بين الموهبة والفكر، بين الجمال والرسالة، وبين أن تكون صوتًا للناس وأن تبقى في قلوبهم على الدوام.
