اهتزت اصوات العالم، و ارتفع صوت الأردن عاليا ممثلاً بجلالة الملكة رانيا العبدالله المعظمة، صوتًا صادقًا يحمل عبق الإنسانية و العاطفة، ليُذكّر بأن العدل والرحمة ليسا خيارًا بل واجبًا فالعدل أساس الملك ، لقد كانت كلمة جلالتها في مؤتمر المكسيك أشبه برسالة ضمير عالمي رسالة حق وأمل ، رسالةالأردن النابضة بالعطاء ، التي لامست القلوب واثبتت للعالم أن الكرامة الإنسانية لا تتجزأ ولا تُقاس بحدود ، ولتضع أمام العالم صورة صادقة لوجع الإنسان ، لتقول بصوت عال أن الإنسانية هي الرابط الأسمى الذي يوحدنا ، وأن عروبيتنا وعقيدتنا ثابتة دائما والى الأبد .
جلالتها تحدثت بلسان الأم والإنسانة والملكة ، بصدق الأم التي تخاف على طفلها ، وبروح الملكة التي تؤمن بحق كل إنسان في العيش بسلام وأمان . لم تكن كلماتها مجرد خطاب سياسي ، بل كانت صرخة وجدانية تُحرك مشاعر العالم الصامت ، وتوقظ الضمائر ، وتمنح العالم لحظة تأمل في واجبه تجاه المستضعفين، ونصرة المظلومين والمكلومين.
وقد جسدت جلالتها في حديثها صورة الأردن الذي لم يتوانَ يومًا عن نصرة القضايا العادلة، وعن احتضان اللاجئين، وتقديم العون رغم الظروف والتحديات التي يواجهها الأردن.
فكلمة جلالة الملكة في المكسيك لم تكن صوتها وحدها، بل كانت صوت شعب بأكمله، قدوته الهاشمين ، الذي حمل الإنسانية منهجًا، والكرامة والعطاء.
كلماتها كنبراس يضيء العالم بأن الإنسانية هي أعظم رسالة يمكن أن يحملها الإنسان في هذا العالم المليء بالتحديات. إن جلالتها لم تخاطب العالم فقط، بل خاطبت قلوبنا نحن، فأيقظت فينا مشاعر الفخر والاعتزاز بوطننا وقيادتنا الهاشمية الحكيمة وبأن الأردن قدم وما زال يقدم كل ما بوسعه للأشقاء كشمعة مضيئة تضيئ كل ماحولها لتنشر الدفئ والنور وتضيئ الأمل نحو السلام
