عروبة الإخباري –
في إطار جهود تطوير الكفاءات البرلمانية وتعزيز مهارات الصياغة التشريعية، أبدعت النائب هدى نفاع، مساعد رئيس مجلس النواب، في كلمتها الافتتاحية للبرنامج التدريبي المتخصص بعنوان: “تطبيقات عملية حول الصياغة التشريعية ومهارات كسب الدعم والتأييد”، هذا البرنامج، الذي نظمه مركز قلعة الكرك للاستشارات والتدريب بالتعاون مع ملتقى البرلمانيات الأردنيات، وتحت رعاية وزير الشؤون السياسية والبرلمانية وبدعم كريم من السفارة الفرنسية في عمان، شكل منصة فريدة لنقل الخبرات التشريعية وتعزيز مهارات البرلمانيين في صياغة القوانين وتحقيق التأييد المجتمعي لها.
لقد تميزت كلمة النائب نفاع بالعمق والرؤية الثاقبة، إذ لم تكتفِ بتقديم سياق تاريخي لمسيرة البرلمان الأردني وتطور المجالس التشريعية منذ عام 1923، بل ربطت ذلك بالحاجة الماسة لصياغة قوانين واضحة ودقيقة تواكب التحديات الراهنة وتحقق العدالة الاجتماعية والمصلحة العامة، وإن هذا التوازن بين التراث التشريعي والتطلعات المستقبلية يعكس فهمًا عميقًا لدور البرلمان كأداة فعّالة للتغيير الإيجابي والبناء الوطني.
ما يثير الإعجاب حقًا هو حرص النائب نفاع على إبراز أهمية وضوح النصوص ودقة الصياغة القانونية، مؤكدة أن القانون الناجح هو الذي يحمي الحقوق وينظم الواجبات ويضمن استقرار المجتمع. وقد أظهرت من خلال حديثها قدرة نادرة على تحويل المفاهيم النظرية إلى رسائل عملية قابلة للتطبيق، مما يجعل كلمتها بمثابة دليل عملي لكل من يسعى لتطوير مهاراته في التشريع وتحقيق التأييد المجتمعي.
كما جسدت كلمتها روح القيادة والتأثير الإيجابي، من خلال تأكيدها على ضرورة الحوار والتواصل مع مختلف الأطراف، وكسب الدعم والتأييد من خلال دراسة احتياجات المجتمع وشرح أثر المشاريع القانونية على كافة القطاعات. هذا الجانب يعكس القدرة الفريدة للنائب نفاع على الجمع بين المعرفة القانونية والفهم الاجتماعي والسياسي، وهو ما يجعلها قدوة حقيقية للبرلمانيين والملتزمين بقضايا الإصلاح والتطوير التشريعي.
إن حضور النائب هدى نفاع ودورها في افتتاح هذا البرنامج التدريبي لم يكن مجرد مشاركة رمزية، بل تجسيدًا لرؤية البرلمان الأردني الحديثة التي تركز على بناء قدرات الأعضاء وتعزيز الشفافية والفعالية في العملية التشريعية. لقد قدمت نموذجًا يحتذى به في القيادة الملهمة والمبادرة العملية، حيث أكدت أن التغيير يبدأ من الفكرة الواضحة والتحليل المدروس والحوار البناء، وأن النجاح التشريعي يعتمد على التعاون وروح الفريق والعمل الجماعي.
يمكن القول إن كلمة النائب هدى نفاع كانت مصدر إلهام لكل المشاركين، بما حملته من رسائل واضحة وقيم سامية، ورسخت أهمية الصياغة الدقيقة، والتواصل الفعّال، وبناء التوافق الوطني. إن حضورها ودعمها للبرنامج يعكس الالتزام الحقيقي بتطوير الكفاءات البرلمانية وبناء قاعدة قانونية متينة تخدم الوطن والمواطن، ويضع معايير جديدة للتميز في العمل التشريعي.
إن النائب هدى نفاع، من خلال كلمتها هذه، لم تؤكد فقط على مكانتها القيادية، بل أسست منصة للإبداع والتعلم والتطوير المستدام، لتكون مصدر فخر وإلهام لكل البرلمانيين والملتزمين بخدمة الوطن والمجتمع.
