عروبة الإخباري – أصدرت مجموعة من الحاخامات اليهود فتاوى متطرفة عنصرية ضد الفلسطينيين أبرزها “تحريم قيادة الفلسطينيين للمركبات”.
وأصدر أحدث هذه الفتاوى الحاخام “لإلياكيم لفنون” المسؤول عن مستوطنات الضفة الغربية ورئيس المدرسة الدينية في مستوطنة “ألون موريه” الذي حرم قيادة وسائل النقل على الفلسطينيين خارج مدنهم وتزويدهم بالوقود.
ويعلل “لفنون” فتواه بالزعم “أن هذه هي الطريق من أجل منع الفلسطينيين من القيام بعمليات ضد المستوطنين والاحتلال وإلحاق الهزيمة بالإرهاب”.
ويقول “كل وسيلة نقل فلسطينية “مؤسسة إرهابية”، وكل محطة تزود العرب بالوقود “محطة لتوزيع السلاح والذخائر لهم”.
ويشير الحاخام في الفتوى الجديدة التي صدرت قبيل عملية الكنيس في القدس المحتلة أمس إلى أنه لا يمكن التسليم بالتدهور الأمني نتيجة “موجات الإرهاب” التي شهدتها الأيام الأخيرة.
ويعتبر الحاخام لفنون في فتواه كل وسيلة نقل فلسطينية “مؤسسة إرهابية” وكل محطة تزود العرب بالوقود “محطة لتوزيع السلاح والذخائر لهم”.
وفي محاولة استباقية للرد على تساؤلات محتملة حول منطق هذه الفتوى، يقول الحاخام في فتواه إن “إسرائيل” بحكومتها وشرطتها وأجهزة أمنها تقف عاجزة أمام الفلسطينيين.
ويرى أن أي دولة طبيعية لا تكتفي بوسائل دفاعية أمنية فقط، مشددا على ضرورة المبادرة لخطوات “فعالة” من أجل تحقيق هدف بسيط يكمن بإلحاق الهزيمة “بالإرهاب”.
الحاخام الناشط من أجل تأسيس دولة دينية يهودية وصاحب نفوذ في أوساط المستوطنين يمضي في فتواه بالقول إنه “ينبغي حظر خروج مركبات الفلسطينيين من مدنهم، ومن يكون مضطرا فليستقل حافلة عامة”.
وزعم أن من يستخدم وسائل النقل للقيام بعمليات هجومية ضد يهود ينبغي حرمانه من قيادتها خارج مدينته لأسابيع طويلة حتى تهدأ الأحوال ويعود النظام والاستقرار للشوارع في إسرائيل.
كما يقول الحاخام في فتواه الجديدة إن “العمليات التخريبية” من شأنها أن ترفع معنويات اليهود ولن تكسر روحهم.
ويضيف “عندما يقرر الله أن تشهد البلاد انتفاضة جديدة، فهذا قرار رباني يهدف إلى إيقاظنا، وعلينا استغلال هذه اللحظات الصعبة كي نتأكد أننا نسير للأمام بشكل متواصل”.
وتعقيبًا على ذلك، قال الباحث في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى لـ”الجزيرة نت” إن الحاخام لفنون ينشط في صفوف منظمة حاخامات من أجل “أرض إسرائيل” ويعرف بفتاواه المتطرفة التي لم تعد صوتا بالبرية أو حالة شاذة في أوساط المدارس الدينية.
وأوضح أن الحاخام لفنون يحظى بدعم المؤسسة الحاكمة السياسية والدينية التي تتجاهل الفتاوى الخطيرة الصادرة عنه وعن زملاء له رغم أنها تحض على العنف والعنصرية.
ويعتبر لفنون -حسب مصطفى- من رموز المستوطنين وأحد مؤسسي حزب “البيت اليهودي” ومن أنصار بناء الهيكل المزعوم واقتحامات الأقصى.
في المقابل، اعتبر الحاخام الأصولي المعادي للصهيونية إلياهو كاوفمان أن أمثال الحاخام “لفنون” جزء من المشكلة لأن فتاواه تصب الزيت على النار وتحول الصراع إلى صراع ديني.
وقال “كاوفمان” لـ”الجزيرة نت” إن فتوى لفنون “مجنونة وخطيرة”، وتنم عن مدى تحامله على الفلسطينيين، مشددا على كونها منافية للشرع اليهودي.
وشدد على أن فتاوى لفنون وبقية حاخامات المعسكر الديني الوطني -التي تبيح اقتحام الأقصى والصلاة في الحرم بزعم أنه “جبل الهيكل”- هي الأخرى منافية للشرع اليهودي وتنم عن اعتبارات سياسية.
وحمل “كاوفمان” مؤسسة الحاخامية الرسمية مسؤولية تأجيج الصراع على يد حاخامات بالصمت عليهم وعلى فتاواهم الخطيرة التي تتسبب بزيادة سفك الدم.
واختتم “يصمتون على هذه الفتوى كما صمتوا على فتاوى حرمت تأجير الطلاب العرب شققا سكنية في صفد وتل أبيب، بل صمتوا على فتوى تتيح قتل المدنيين الفلسطينيين صدرت في كتاب (عقيدة الملك) قبل سنوات”.