عروبة الإخباري – أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة أن الوقت ليس ملائما بعد لجمع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي معاً، في إشارة منه إلى غياب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن الاجتماع الثلاثي الذي جمع أمس جلالة الملك عبدالله الثاني بوزير الخارجية الأميركي جون كيري، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معتبرا أن “الطرفين بحاجة لأن يلمسا تغيرا في مجريات الأوضاع”.
وقال جودة خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الأميركي جون كيري في وزارة الخارجية وشؤون المغتربين أمس، إن “وجود السفير الأردني في تل أبيب منذ 1994 لا يقصد به مصلحة اسرائيل، بل مصلحة الأردن ودعم مصالح المملكة”، مشيرا إلى أن استدعاء السفير مثل رسالة بأن ما جرى من انتهاكات إسرائيلية للمسجد الأقصى هو أمر “غير مقبول للأردن بوصفه وصيا على المقدسات وعضوا في مجلس الأمن”.
وأكد أن المباحثات التي جرت أمس مع نتنياهو “أشارت الى التزام إسرائيلي بإزالة التوتر”، مضيفا: “إلا أننا سننتظر ونرى ما سيحصل على الأرض، وعندها سنراجع موقفنا”.
وأضاف أن الساعات الثماني والأربعين الماضية شهدت تحركا دبلوماسيا مكثفا بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، وبدأ بلقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس والوزير كيري أمس، تلاه لقاء ثلاثي جمع جلالته مع كيري ونتنياهو، ناقش قضايا مهمة ومحورية، على رأسها التطورات الأخيرة وحالة التصعيد والتوتر في الأسابيع القليلة الماضية في مدينة القدس والأماكن المقدسة.
وأشار الى أن جلالة الملك وضع كيري بصورة الموقف الأردني الداعي الى ضرورة الحفاظ على الوضع القائم في القدس وعدم المساس به، واحترام الوصاية الهاشمية على تلك المقدسات استنادا إلى اتفاقية السلام الموقعة بين الأردن واسرائيل، لافتا إلى تعهد نتنياهو بذلك.
كما تحدث جودة عن آليات واتصالات وإجراءات عملية ستجري في الفترة المقبلة تضمن إزالة التوتر وبقاء الوضع القائم في القدس والمسجد الأقصى.
وكشف عن أن المباحثات التي تم إجراؤها مع كيري شملت آخر مستجدات الملف السوري والتزام الولايات المتحدة والأردن بالعمل للوصول الى الحل السياسي لإنهاء العنف والدمار والتفكك ووقف نزيف الدماء، مشيرا الى انسجام موقف الأردن مع الموقف الأميركي في هذا الصدد.
وقال جودة: “بحثنا سبل وأهمية تكاتف الجهود لمكافحة التطرف والإرهاب”، مؤكدا موقف الأردن الواضح بأن هذه “معركة الإسلام المعتدل ضد الإسلام المتطرف”.
وأضاف أن الاجتماع الثلاثي الذي جمع جلالة الملك بكيري ونتنياهو في عمان أمس عالج أهمية تهيئة الأجواء التي تقود مرة أخرى الى استئناف مفاوضات السلام، مشيرا الى أنه تم خلال الاجتماع الاتصال بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لأن مصر دولة أساسية ومحورية بما يتعلق بملفات المنطقة وعملية السلام.
وأكد أن القدس “خط أحمر”، مشيرا الى الاتفاق الذي وقع بين جلالة الملك والرئيس عباس العام 2013 وأهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية.
من جهته، ثمن كيري التزام جلالة الملك بالسعي نحو السلام، واصفا جلالته بالقائد الشجاع والملهم الذي يتفهم اللحظة الحاسمة للتقدم ودوره في حل أصعب تحديات المنطقة.
وقال إنه أجرى مباحثات مهمة أمس في عمان مع الرئيس عباس، حيث ناقشا خطوات بناءة وجدية لتهدئة الوضع وبناء بيئة مهمة وخلق أجواء للمضي قدما بطريقة إيجابية، مؤكدا أهمية الحاجة الى الحفاظ على الوضع القائم للحرم القدسي الشريف واتخاذ خطوات جدية بهذا الخصوص.
وأضاف أنه تم خلال الاجتماع الثلاثي بحث خطوات محددة من كلا الجانبين للسيطرة على الأوضاع الحالية، وضمان بقاء الوضع القائم، مشيرا إلى أن الخطوات التي تم الاتفاق عليها لن يتم الإعلان عنها لضمان نجاحها.
وحول الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” قال كيري “نحن نعمل مع شركائنا وحلفائنا في المنطقة والعالم لمواجهة هذا التنظيم الإرهابي ونحن مقتنعون أننا سننجح”.