عروبة الإخباري – قال الرئيس الاميركي باراك اوباما ان العالم كله متحد في المواجهة العسكرية مع تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش)، لكنه حذر من ان الحملة ستكون “طويلة الامد، ولن تكون هناك حلول سريعة”، فيما كثفت قوات الائتلاف الدولي هجماتها على مواقع “داعش”، فشنت 21 غارة جوية في محيط مدينة كوباني السورية، مما ادى الى ابطاء تقدم التنظيم المتطرف.
وهددت الحرب على “داعش” عملية السلام الهشة في تركيا بعدما أغارت الطائرات التركية على مواقع لمقاتلي “حزب العمال الكردستاني” قرب الحدود مع العراق وذلك للمرة الاولى منذ سنتين. وفي العراق تواصل مسلسل السيارات المفخخة في بغداد حيث قتل 15 شخصا بينهم نائب شيعي في تفجير سيارة مفخخة بحي الكاظمية الشيعي في العاصمة العراقية. وشدد الجهاديون الخناق على عامرية الفلوجة وهي احد آخر معاقل الجيش العراقي في محافظة الانبار غرب بغداد.
وقال اوباما في نهاية يومين من الاجتماعات التي نظمتها وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” لممثلين عسكريين لأكثر من 20 دولة تشارك في الائتلاف الدولي ضد التنظيم المتطرف في العراق وسوريا إن الحملة قد حققت بعض النجاحات مثل وقف تقدم الجهاديين نحو اربيل وانقاذ المدنيين الايزيديين واستعادة السيطرة على سد الموصل، لكنه أبدى “قلقنا العميق” من الوضع الامني المتدهور في منطقة الانبار العراقية والوضع “داخل مدينة كوباني السورية وفي محيطها”، الامر الذي “يبين الخطر الذي يمثله داعش على العراق وسوريا”. وتعهد مواصلة الغارات الجوية للائتلاف الدولي في البلدين.
وفي نهاية كلمته، عندما شكر اوباما الدول المشاركة في الائتلاف، خص الاردن ولبنان وتركيا بشكر خاص لان هذه الدول الثلاث “تحملت اعباء غير اعتيادية بسبب اللاجئين الذين وصلوا اليها ليس اخيراً وخلال الاشهر الاخيرة، ولكن منذ سنوات بسبب الحرب الاهلية في سوريا”.
وشارك في الاجتماع ممثلون لدول عربية منها السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة وقطر والاردن ولبنان، الى حلفاء واشنطن الغربيين. وانعقدت الاجتماعات في قاعدة اندروز الجوية بولاية ميريلاند قرب واشنطن العاصمة.
وأشار اوباما الى ان المناقشات بين العسكريين اظهرت ان الحملة ستكون طويلة، ومثلها مثل أي حملة مشابهة “ستكون فيها ايام نحقق خلالها تقدماً، وستكون هناك فترات نختبر فيها نكسات، لكن ائتلافنا متحد وراء جهود طويلة الامد”.
وشدد على ان “داعش” لا يمثل خطرا على العراق وسوريا فقط بل على الدول المجاورة، ونظراً الى وجود عدد من المقاتلين الاجانب الذين جذبتهم الفوضى التي أوجدها التنظيم المتطرف في المنطقة، فان “الدولة الاسلامية” تمثل خطرا يتخطى الشرق الوسط ليشمل “الولايات المتحدة واوروبا وحتى دولاً بعيدة مثل استراليا، اكتشفت فيها شبكات ارهابية”. واضاف ان احدى النواحي المهمة الناتجة من المناقشات هي ان الحملة لا يمكن ان تكون عسكرية فقط “فهذا ليس جيشا نظاميا يمكن ان نهزمه على ارض المعركة، وبعدها يعلن استسلامه، ما نحاربه هو نوع من الايديولوجية المتطرفة التي غرست جذورها في اماكن كثيرة في تلك المنطقة… نحن نواجه انقسامات مذهبية وسياسية، كانت لوقت طويل محاور سياسية وتنظيمية للتعبئة في المنطقة. نحن نواجه حرماناً اقتصادياً وانعداماً للفرص في صفوف الكثير من الشباب في المنطقة”.
وأعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري انه قرر ونظيره الروسي سيرغي لافروف بعد اجتماع لهما في باريس “تكثيف” تبادل المعلومات الاستخبارية عن تنظيم “الدولة الاسلامية” في سوريا والعراق. وأكد انه “لا تناقض” بين الولايات المتحدة وتركيا في ما يتعلق باستراتيجية محاربة مقاتلي “داعش”، وأن أنقرة ستحدد دورها وفقا لجدولها الزمني الخاص بها.