عروبة الإخباري –
في الذكرى التاسعة والأربعين لاستشهاد وصفي التل، يقف الأردنيون إجلالاً لذكرى رجل استثنائي حفر اسمه في وجدان الوطن بإنجازاته وإخلاصه. وصفي التل لم يكن مجرد رئيس وزراء، بل كان رمزاً للولاء الصادق، وقائداً نذر حياته لخدمة الأردن وشعبه. رغم مرور ما يقارب نصف قرن على استشهاده، إلا أن حضوره ما زال حياً في قلوب الأردنيين، الذين يرون فيه نموذجاً يحتذى في الوطنية والنزاهة والعمل من أجل مصلحة الوطن.
في مثل هذا اليوم من عام 1971، اغتيل وصفي التل، رئيس وزراء الأردن الأسبق، في القاهرة أثناء حضوره اجتماع مجلس الدفاع العربي المشترك. يعتبر هذا اليوم لحظة فارقة في تاريخ الأردن، إذ لا يزال ذكرى استشهاده محفورة في قلوب الأردنيين الذين ينظرون إليه كرمز للوطنية والنزاهة والشجاعة.
وصفي التل، ابن الشاعر العربي الكبير مصطفى وهبي التل (عرار)، كان رجل دولة بامتياز وقائداً ذا رؤية مستقبلية. تميزت شخصيته بالصلابة والحكمة والإصرار على تحقيق مصلحة الأردن فوق كل اعتبار. عُرف عنه العمل الجاد في تعزيز استقلال الدولة وتقوية مؤسساتها، كما كان ملتزماً بمبادئ العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة.
وصفي التل لعب دوراً محورياً في بناء الأردن الحديث. خلال فترة رئاسته للوزراء، ركز على تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الإنتاج الوطني. كان مدافعاً شرساً عن سيادة القانون، وعمل على مكافحة الفساد بكل أشكاله. كما كانت له جهود واضحة في تحسين الزراعة والتعليم والصحة والبنية التحتية. من أبرز إنجازاته:
أطلق مبادرات لتحويل الأردن إلى دولة زراعية منتجة تعتمد على مواردها الذاتية.
دعم تطوير التعليم، مؤمناً بأنه أساس بناء الأجيال القادمة.
حافظ على الموقف الأردني الصلب في وجه التحديات السياسية والإقليمية.
لماذا يحبه الأردنيون؟
يتذكر الأردنيون وصفي التل كقائد مخلص لوطنه، لم يدخر جهداً في الدفاع عن مصالح الأردن وشعبه.
اشتهر بسمعته الطيبة ونظافة يده، في وقت كانت فيه النزاهة عملة نادرة في المنطقة.
تميز وصفي التل بتواضعه وحبه للناس، وكان دائماً قريباً من هموم المواطن الأردني.
وقوفه بحزم أمام محاولات العبث بأمن الأردن وسيادته جعله رمزاً قومياً لا يُنسى.
اغتيال وصفي التل كان لحظة مأساوية في تاريخ الأردن، حيث فقد الشعب الأردني قائداً كان يمثل الأمل بمستقبل مشرق. ومع ذلك، لم تذهب جهوده هباءً، إذ بقي إرثه الوطني مصدر إلهام للأجيال المتعاقبة. لا تزال كلماته ومواقفه تعيش في وجدان الأردنيين، مؤكدةً على أهمية التضحية والعمل من أجل الوطن.
ففي الذكرى التاسعة والأربعون لاستشهاد وصفي التل ليست مجرد محطة لإحياء ذكرى قائد عظيم، بل هي مناسبة لتذكيرنا بالقيم التي عاش من أجلها. حب الأردنيين لوصفي ينبع من شعورهم بأنه كان واحداً منهم، عاش بينهم وشاركهم آمالهم وآلامهم، وعمل بلا كلل لتحقيق الأفضل لوطنه. في هذا اليوم، يعيد الأردنيون التأكيد على التمسك بروح وصفي التل وإرثه كرمز للوطنية الخالصة والعمل الجاد.