صدر حديثًا كتاب «مريم اللوزي.. ستبقى في قلوبنا»، كجزء من الوفاء للنائب والمعلمة والناشطة الاجتماعية الدكتورة مريم اللوزي التي رحلت عن عالمنا بعد رحلة عطاء مميزة شهد لها العديد من الشخصيات الوطنية والنيابية والثقافية والاجتماعية، ما يجعل من الكتاب جامعًا لسيرة غنية وتوثيقًا إنسانيًّا لامرأة أردنية قدّمت في كلّ مجالات الحياة وميادينها أروع الأمثلة والشواهد على الإحساس بالمسؤولية والوقوف إلى صف المواطن والإنسان، والعمل لصالح الوطن.
والكتاب الصادر في أكثر من 200 صفحة عن عائلة الفقيدة اللوزي، قدّم له زوجها خميس اللوزي، كما اشتملت صفحاته على عناوين عديدة، تناولت: البدايات، ومريم اللوزي الطالبة، والمعلمة، والنائب، والأم، بالإضافة إلى شهادات قيلت عنها وعن عطائها المجتمعي والنيابي والتربوي والوطني.
وتحت عنوان «مريم اللوزي.. مسيرة عطاء مكللة بالنجاح»، كتب رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، ما يؤكّد أنّه، وعند الحديث عن المرحومة الدكتورة مريم اللوزي، فإننا نستذكر قامةً كبيرةً وشخصيةً أردنيةً تركت بصماتها في مسيرة بناء بلدنا، كمسيرة مكللة بالنجاح وإرث كبير للأجيال في مختلف مجالات حياتنا البرلمانية والاجتماعية والتربوية؛ فالمرحومة كانت في مسيرتها التي امتدت أكثر من أربعة عقود حافلة بالعطاء والانتماء لثرى الأردن الطهور، دائمًا متمسّكة بالمبادئ والقيم المثلى، فسطّرت تاريخًا مشرّفًا في صدق العمل والإخلاص والانت?اء، ولم تبخل على وطنها يومًا من أجل رفعته ونهوضه وازدهاره؛ فلم يخلو الأردن يومًا من المخلصين له، الذين طبع تاريخهم في قلوب الناس، وما زال الأردنيون يذكرونهم بالخير.
وأكّد الفايز أنّ لنا في كثير من الشخصيات الأردنية، ومنهم الدكتورة مريم اللوزي، القدوة في الإخلاص والولاء للعرش الهاشمي والانتماء للوطن والتفاني من أجل الأردن. وأشيد الفايز بالمرحومة اللوزي التي عرفها عن قرب وعرف عنها طيب الأصل والخلق وصدق الانتماء ورجاحة العقل والإبداع في الأفعال والإقدام على قول الحق، كسيدة نذرت نفسها للنهوض بواقع العلم والتعليم فاستحقت التكريم أكثر ونالت الأوسمه أكثر من مرة، تقديرًا لعطائها وجهودها في مجال التعليم والإدارة التربوية؛ فهي أول أردنية تحصل على لقب معلم خبير، وحاصلة على وسام ?لجدارة ووسام جلالة الملك عبدالله الثاني، ووسام الحسين للعطاء المميز من الدرجة الأولى، وجائزة الملكة رانيا للمدير المميز، وجائزة سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد للتميز العلمي، إضافةً إلى عشرات الجوائز في مجال الأداء والتميز التربوي. ولأنّ دأب الأردنيين دائمًا هو ردّ الفضل لصاحبه، فلم ينسَ أهالي طالبات مدرسة الجبيهة الثانوية للبنات الجهود الكبيرة التي قامت بها المرحومة عبر سنوات عديدة عندما كانت مديرة لهذه المدرسة، ودورها في رفع مستوى المدرسة العلمي، حيث استطاعت بالتعاون مع الهيئة التدريسية إدخ?ل برامج تربوية أسهمت في نقل المدرسة إلى مستويات متقدمة، ومكّنت الطالبات من المشاركة في العديد من المسابقات العلمية والتقنية العالمية، فحصدن جوائز متقدمة، لهذا أقبل الناخبون على انتخابها دون أن تبني مقرًّا انتخابيًّا ودون أية دعاية وإعلانات وشعارات، وذلك عندما ترشحت لمجلس النواب السابع عشر وفازت بعضويته عن جدارة واستحقاق، بعد أن فازت قبل ذلك بمحبة أهالي منطقة الجبيهة والدائرة الانتخابية الخامسة في عمان خلال مسيرتها التعليمية، هذه المسيرة الخيرة التي عكستها المرحومة على دور مجلس النواب التشريعي والرقابي، خاص?ً في القوانين والقضايا المتعلقة بالتعليم وآليات النهوض فيه.
وختم الفايز بتأكيده كلّ هذا الإرث الذي تركته اللوزي ليشكل هاديًا لمعلمينا ومعلماتنا وأبنائنا الطلبة، حيث يسيرون على درب الانتماء إلى الأردن والولاء لقيادته الهاشمية ومبادئه النبيلة.
وفي تقديمه الكتاب، خطّ خميس اللوزي قطعةً نثريةً غلب عليها الاستذكار ووصف الرحلة والحياة التي لا تقاس بعدد السنين، بل بطبيعة المشاعر التي عشنا بها هذه السنين، حيث الفرح والحزن والتعاطف والتجافي، حياة سلّمنا لقدرنا بها، فلم تكن مريم مختلفة عن بقية أسرتها أو عشيرتها، ولا عن سكان حيّها أو بنات جيلها، بل كانت الفتاة التي لم تفرح بملامح والدها الذي توفي وهي لم تتجاوز خمسة أعوام من العمر، والدها الذي لم ينتظر ليراها تنمو ويفرح بتخرجها وبنجاحاتها المتكرره ورغم أنها لا تذكر تفاصيله إلا أنها آمنت بأنه أعظم الرجال، و?د نشأت مريم وتأثرت بما كانت تسمعه عن والدها، مجتهدة في اعتمادها على نفسها تنهج نهجه في العطاء، وكان أسمى ما تقوم به هو العطاء المستمر لغيرها والإيمان بقدرتها على النجاح والدفاع عن عشيرتها وعن جميع الناس والوطن، وهذا ما جعلها تحصد المحبة من قلوب الناس.
وفي حديثه عنها، قال رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عمر الرزاز تحت عنوان «الدكتورة مريم اللوزي.. المرأة الصالحة النشمية الأردنية العروبية بامتياز»، إنّها كانت استثنائيةً بكل شيء، وكانت متميزةً وجمعت العديد من الشمائل ورسخت صورًا عظيمة من القيم الأصيلة السامية كسمو نفسها وروحها، مستذكرًا دماثة الخلق والعطاء وقربها من الجميع وإخلاصها في قضاياها التي كانت تشتغل عليها وتعمل لها، كما تحدث عن منبتها الطيب وعطائها الإنساني اللامحدود وضميرها الناصع، باعتبارها بنت الأرض والمربية والمعلمة والبرلمانية وذات النهج الأردني ?لعريق التي اتخذت من العلم سلاحًا وتابعت مسيرتها في الحياة النيابية بالصبر والحنكة التي ما غابت عنها أبدًا.
وتحت عنوان «مريم اللوزي.. المربية والبرلمانية التي لا تنسى في صفحات الوطن المضيئة»، تحدث رئيس مجلس النواب الأسبق عاطف الطراونة عن سيدة فاضلة رحلت وتركت سيرة عطرة وإنجازات كثيرة، حيث تزامل معها في مجلس النواب وعرف نبلها وصدقها وصلابتها وثباتها على الموقف وتجسيدها المعنى الحقيقي لنجاح المرأة الأردنية التي ستبقى ذكراها خالدة في صفحات الوطن المضيئة، وكانت دائمًا صوت حق وضمير تحت قبة البرلمان، هادئة رزينةً وازنة، برهنت أن البرلمانية الأردنية لا تقل أهمية ولا كفاءة عن زميلها البرلماني في الرقابة والتشريع.
وعبّر سامي جودة وزير الخارجية الأسبق عن اعتزازه بمعرفة الدكتورة مريم اللوزي، مؤكّدًا سعيها لتطوير نظام التعليم وتركها بصمات واضحة ومهمة على مسيرة التربية والتعليم في الأردن، إضافةً إلى أنها كانت إنسانة معطاءة في العديد من المجالات، في مدرسة الجبيهة الثانوية ولجان المرأة وفي مجلس النواب، وكانت يحترمها الجميع في تعاملها الإنساني وفي مسيرتها الطويلة من العمل والإنجاز، إضافةً إلى كونها الإنسانة المثقفة المتعلمة وابنة العشيرة العريقة والأردنية الأصيلة المعروفة بحبها لهذا الحمى الغالي وانتمائها له وولائها لقيادت? الهاشمية المظفرة.
وقال الدكتور خالد الكلالدة وزير الشؤون السياسية والبرلمانية الأسبق إنه عرف الفقيدة الدكتورة مريم اللوزي نائبًا تركت بصماتها وتأثيرها في الرقابة والتشريع ما يجعلها موضع اعتزاز، كما كانت بحق نموذجًا للمرأة القيادية صاحبة الفكر النيّر والتي تنطق بالحكمة مستلهمة مواقفها من سيرتها ومسيرتها التربوية الحافلة بالعطاء، مؤكدًا حجم الثقة التي نالتها من أبناء وبنات منطقتها وناخبيها وتطلعاتهم إلى إحداث فرق في الأداء، وهو ما يدلل على مكانة المرأة الأردنية ووعي الأردنيين ومقدرتها على خوض المعترك السياسي بكل ثقة وثبات.
وكتب النائب صالح العرموطي حول مريم اللوزي، كنموذج أردني يحتذى للمرأة الأردنية الماجدة صاحبة الخلق الرفيع والموقف والنخوة والشهامة والفروسية، إذ كانت النائب الذي يمثل ضمير الأمة ووجدانها وتركت بصمات واضحة تحت قبة البرلمان وخارجها، وكانت محط احترام وتقدير لجميع من عرفها، فتركت فراغًا كبيرًا في الحياة البرلمانية وصبرت على المرض بإيمان راسخ وتقوى وعزيمة لا تلين، كما كانت تؤمن إيمانًا راسخًا باستقلال السلطة القضائية كأساس للإصلاح السياسي، وتحارب الفقر والمديونية والبطالة.
وممن تحدثن في الكتاب النائب السابق ريم أبو دلبوح، حيث أشادت باللوزي كنموذج للمرأة المربية والسياسية الفذة والاجتماعية المتفاعلة، والتي تركت في نفوس كل من تعامل معها أطيب الأثر.
وكتبت النائب الأسبق فاتن خليفات عن مريم اللوزي كسنديانة وشجرة متمسكة بجذورها الراسخة الصلبة ونشمية من نشميات الوطن الأصيلات تركت بصمة كبيرة في ذاكرة الطلبة والمعلمين والأهالي وكانت أيقونة للعمل والصبر والحكمة والقوة.
كما تحدثت النائب الأسبق ميسر السردية عن مريم اللوزي التي كانت أستاذةً في الإدارة واتخاذ القرار والتربية، وكانت تهتم جدًّا بالعمل الاجتماعي العام والتربوي، كما كانت مدافعة عن الحق وبعيدة عن السطحية والاستعراض.
وأشادت النائب الأسبق فاطمة أبو عبطة بمريم اللوزي كواحدة من جيل الطيبين المربين الأفاضل المؤمنين بالرسالة التربوية العظيمة، متحدثةً عن مشوارها المهم في السلك التعليمي والعمل التربوي والاجتماعي والمسيرة العطرة والذكرى الطيبة التي تركتها.
كما تحدث النائب الأسبق الدكتور محمد القطاطشة عن مريم اللوزي والتي كانت من النخبة المتميزة، وكانت لها مواقفها التربوية المهمة، وفي صف المواطن دائمًا، ولذلك ستبقى في ذاكرة الوطن التربوية والسياسية والاجتماعية.
ووصف النائب الأسبق الدكتور عساف الشوبكي مريم اللوزي بأنّها البرلمانية الفذة وصوت الحق الحقيقي الجريء.
وأشاد الدكتور نواف العجارمة أمين عام وزارة التربية والتعليم بمريم اللوزي، كقائدة تربوية شكلت علامة فارقة في قطاع التعليم.
وقال القاضي عيد راشد اللوزي إنّ مريم اللوزي كانت معلمة جادة ومربية أجيال ناجحة حافظت على مبادئها الثابتة.
وتحدث الدكتور باسم اللوزي عن مريم اللوزي مربية الأجيال التي لها بصمة في كل زاوية من زوايا الجبيهه واسمها محفور في قلب كل طالب وطالبة، حيث سعت للمصلحة العامة، وكانت دائمًا تعطي الصورة المشرقة عن بلدها وعن نفسها وعشيرتها والوطن.
وتحت عنوان «مريم اللوزي.. غاندي الجبيهة ترحل»، قال سالم فهد اللوزي إن اسمها سيبقى محفورًا بالصخر، وهي المعلمة التي شقّت طريقها بذاتها، وتحدّت اليتم والصعاب، وكانت صاحبة الطموح والمبادئ العالية، والمرأة الحديدية التي تحدت المرض ورحلت في عزّ عطائها.
وتحدث عيد عبدربه اللوزي عن المعلمين وما يقدمونه من خير لمجتمعاتهم، مشيدًا بمريم اللوزي المربية التي كانت تهذب النفوس وتغرس في عقول تلاميذها القيم السامية والأخلاق الفاضلة.
واشتمل الكتاب على مشاركات عديدة لطالبات وإعلاميين وكتّاب أشادوا بمريم اللوزي وعطائها وإنسانيّتها، كما خصصت صفحات لدورها النيابي وأهم ما كتب عنها في هذا الموضوع.
وقدّم للكتاب الأديب جروان المعاني، مؤكّدًا دور السيرة الناجحة ولغة التعبير التي عبّرت عمّا يكنّه المشاركون في الكتاب من احترام وتقدير وإحساس بالفقد لشخصيّة الدكتورة مريم اللوزي التي تركت إرثًا مميزًا تستذكره الأجيال.