«إلى روح الشاعر الكبير عبدالمنعم الرفاعي»
على مَنْ تُنادي أيهذا المكابِدُ
ولم يبقَ في الصَّحراء غَيرك، شاهدُ
لقد أَقْفَرَتْ، إلاّ من الذُّلِّ، أرضُها
فكُلُّ نباتٍ يُطْلِعُ الرَّملُ، فاسِدُ
وكُلُّ هواءٍ هَبَّ من جَنَباتِها
مُراءٍ.. وفي ذَرّاتِه الحِقْدُ راقِدُ
وليس دَماً، هذا الذي في عُروقِها
ولا نَسَماً هذا الذي يتوالَدُ
ولا نَبضُها النَّبْضَ الذي تَستفزُّهُ
ولا حوضُها، الحوضَ الذي أنتَ وارِدُ
وتلك «الدُّمى» ليست رماحاً فَتنتخي
ولا خيلُها يومَ الطِرادِ تُطارِدُ
لقد كانت «الفُصحى» نشيدَ شعابها
وكانت شموسَ المُدْلجينَ القصائِدُ
وقد كانَ (يا ما كانَ) سَعْفٌ لِنَخلِها
يُظِلُّ.. وسيفٌ لا يُفَلُّ.. وساعِدُ
ولكنَّها هانَتْ على النَّفْط، وانْحَنَتْ
لتَسْلَمَ أموالٌ لها.. وفوائدُ!!
* مقاطع من قصيدة طويلة عنوانها «من أقوال الشاهد الأخير» في ذكرى رحيله الأربعين، التي غابت عن ذاكرتنا، وهو الذي كان الصوت الشعري الأرقى، والأنقى والأجمل: محلياً، وعربياً.. رحمه الله.