عروبة الإخباري –
في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، جاءت زيارة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى سوريا للقاء الرئيس بشار الأسد كتحرك دبلوماسي يحمل أبعاداً استراتيجية هامة، لا شك بأن هذه الزيارة ليست مجرد خطوة عابرة، بل تحمل في طياتها رسالة أردنية واضحة تشمل التحذير من مخاطر التصعيد في المنطقة، والدعوة إلى تعزيز التعاون بين الجارين لمواجهة التهديدات الإسرائيلية المتزايدة، لا سيما انها تاتي مع دعوات إسرائيلية غير مسبوقة لسكان فلسطينيين بالخروج إلى الأراضي الأردنية، بدا أن الوقت ضيق والتهديدات خطيرة، مما استدعى استجابة عاجلة وتنسيقاً أعمق بين الأردن وسوريا.
شهدت زيارة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى سوريا ولقائه مع الرئيس بشار الأسد أهمية خاصة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية الناجمة عن الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان. هذه الزيارة حملت رسالة أردنية واضحة إلى القيادة السورية، تبرز فيها أبعاد متعددة.
الزيارة تأتي في وقت حساس للغاية، حيث تتصاعد التهديدات الإسرائيلية بشكل غير مسبوق، خاصة بعد الدعوات الإسرائيلية لسكان طولكرم وجنين بالخروج إلى مدينة إربد الأردنية، مع تعهدات بحماية قوافل النازحين. هذه الدعوات تُعتبر تطوراً خطيراً بل وضرباً من الجنون، يشير إلى احتمالية تطور النزاع ليشمل دول الجوار، ما يتطلب استجابة سريعة وجادة من قِبل الأردن وسوريا والمنطقة بأسرها.
الأردن، بحكم موقعه الجغرافي والدور الذي يلعبه في الاستقرار الإقليمي، يُدرك خطورة المرحلة ويعي أن الانتظار أو التأخير في التحرك قد يؤدي إلى نتائج كارثية. لهذا، كان الصفدي واضحاً في نقاشاته مع المسؤولين السوريين، مشدداً على ضرورة التنسيق وتوحيد المواقف لمواجهة التحديات المتزايدة. سوريا، التي عرفت الأردن كشريك موثوق في أوقات الأزمات، تدرك أهمية هذه العلاقة، خاصة وأن الأردن وقف بجانبها في محن سابقة، ما يفسر الثقة المتبادلة بين البلدين.
الرسالة الأردنية لم تقتصر فقط على التحذير من المخاطر، بل حملت أيضاً بشائر حول إمكانية تعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة التهديدات المشتركة. الأردن، من خلال هذا التحرك، يسعى لتجنب المزيد من التصعيد وضمان أن لا تُهمل هذه التهديدات أو يتم الركون إلى الزمن كعامل لتهدئة الأمور، إذ أن أي تقاعس قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع بشكل أكبر.
الزيارة تؤكد أيضاً أن الأردن يرى في سوريا شريكاً استراتيجياً في الحفاظ على استقرار المنطقة، وأنه لا مجال للتهاون في مواجهة التهديدات الإسرائيلية النازية التي تتجاوز في خطورتها حدود غزة ولبنان، لتصل إلى قلب المنطقة العربية بأكملها.