عروبة الإخباري –
كتب : اشرف محمد حسن
تتمتع ثقافتنا وموروثاتنا التراثية الشعبية بالكثير من الحكم والاقوال المأثورة والتي تكون نتيجة تجارب وخبرات ومهارات حياتية في التعاطي مع الاحداث والمواقف اليومية في حياة الانسان بشكل عام ومن هذه الامثال الشعبية الحكيمة مقولة “خوّف الكلب ولا تضربه” وهذه جاءت نتيجة التجارب الحياتية فعندما يهاجمك كلب ضال اثناء سيرك في طريقك وكوننا امة لا تؤذي المخلوقات الأخرى كالحيوانات الا اذا تعرضت حياتك للخطر فتقوم بالقاء حجر باتجاه ذلك الكلب دون ان تصيبه فعند ذلك يهرب ذلك الكلب وان عاد الكرّة فتقوم ايضاً بالقاء حجر آخر باتجاهه بحيث يكن على مسافة اكثر قرباً منه بشكل يخيفه لاتقاء شره واذاه ولكن.. دون ان تؤذيه .
وهذه السياسة اتبعتها ايران مع الكيان الصهيوني طوال الفترة السابقة ففي شهر نيسان الماضي قامت ايران بتنفيذ هجوم استعراضي (الججر الأول) في محاولة اخافة ذلك الكلب الضال بحسب مقولتنا الشعبية وكان ذلك عقب استهداف الكيان الصهيوني لمبنى سفارتها في دمشق في محاولة لايصال رسالة اهم ما فيها انها قادرة على تدمير الكيان الصهيوني حتى ولو حاولت عدة قوى حمايته وكانت بعثة الجمهورية الاسلامية الايرانية في الامم المتحدة آنذاك قد ابلغت وفودا دولية عن انتهاء الرد الايراني العسكري على الكيان الصهيوني عقب اطلاقها الصواريخ والمسيرات مباشرة وقبل وصول تلك الطائرات اهدافها و قال وزير الخارجية الإيراني الراحل حسين أمير عبد اللهيان في ذلك الوقت إن طهران أبلغت جيرانها بالهجمات قبل 72 ساعة من شنها على الكيان الصهيوني وكانت القوات الجوية لكل من الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا قد تصدت للهجوم الايراني (المعلن) ومع ذلك تمكنت بعض الصواريخ الى اهدافها رغم الحماية المستميتة التي قامت بها الدول الراعية للكيان الصهيوني كما اكد عبد اللهيان إن طهران حذرت واشنطن من أنه (إذا أقدم الكيان الإسرائيلي على أي مغامرة فسيكون ردنا أسرع وأقوى وأوسع) وشدد عبد اللهيان على أن إيران لا تريد تصعيد التوتر في المنطقة، مضيفا “حذرنا البيت الأبيض بوضوح من أن رد طهران والإجراء التالي سيكون حاسما وسريعا وشاملا إذا حاول النظام الصهيوني تكرار الهجمات الإرهابية على مصالح إيران وأمنها.
الكيان الصهيوني فهم الرسالة وعمل على تدمير ما يستطيع من قدرات حزب الله واغتيال عدد من قادته وقصف لبنان بشكل اجرامي لاظهار ذلك على شكل نصر للكيان وامريكا وبريطانيا وباقي القوى الاستعمارية الأخرى استطاع تحقيقه لجرها الى حرب أوسع بهدف إطالة عمر حكومته الاجرامية كما استطاع تسويق ذلك النصر المزعوم داخل الكيان وقد شهدنا مؤخراً عودة زعيم حزب “اليمين الوطني” اليميني جدعون ساعر الى حكومة النتن ياهو وزيرا بلا حقيبة الذي انسحب قبل عدة اشهر بسبب خلافات الشديد بينهم حول إدارة الحرب بعد توبته وفي في مؤتمر صحفي مشترك مع النتن ياهو قال ساعر “أنا أنضم إلى الحكومة في هذه المرحلة دون اتفاق ائتلافي” وأضاف “في الوضع الحالي، وبعد النظر في الأمور، توصلت إلى أنه لا فائدة من الاستمرار في الجلوس في المعارضة، في ظل مواقف مختلفة وحتى متباعدة من موضوع الحرب بين معظم أعضائها. هذا هو الوقت الذي يكون فيه من واجبي أن أحاول المساهمة على طاولة صنع القرار” .
اثبتت ايران بالفعل استطاعتها استهداف الكيان الصهيوني في أي وقت تشاء وخلال دقائق فالمسيرات التي اطلقتها سباقاً استغرق وصولها الى ما يقارب السبع ساعات ولم تحدث اضراراً كبيرة انذاك بينما لم تستغرق الصواريخ التي اطلقتها مؤخراً (الحجر الثاني) في محاولة اخافة ذلك الكلب الضال بحسب مقولتنا الشعبية سوى دقائق للوصول الى عمق الكيان واحدثت بعض الاضرار في إشارة اكثر وضوحاً وهي انها تستطيع التدمير ان إرادت ذلك.
في ردها على اغتيال الشهيد إسماعيل هنيه على أراضيها انتظرت اشهر ثم وجهت ايران الحجر الثاني الى ذلك الكلب كهدية احتفالية بمناسبة 7/أكتوبر لمشاركة قوى المقاومة الفلسطينية احتفالاتهم بالذكرى فأضاءت سماء كامل فلسطين التاريخية بصواريخها بالرغم مما ترتكبه آلة الحرب الصهيوامريكية من مجازر إبادة جماعية بحق أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية بالإضافة الى لبنان وسوريا وما قد تحاول ان تمتد اليه يد الغدر الصهيونية فمن المؤكد انها ستستمر محاولاتها لاضعاف المقاومة وجر القوى الاستعمارية الخرى لحرب شاملة فهم من لا امان.. ولا عهد لهم..!