عروبة الإخباري – من نقاط الضعف الإستراتيجية التي هددت ولم تزل تهدد الأمن القومي العربي بمفهومه القطري والقومي غياب إستراتيجية أمن قومي عربي شامل تعتمد على بناء قوة عربية ذاتية موحدة او مشتركة سياسيا وإقتصاديا وعسكريا وعلميا وتكنولوجيا مما مكن الدول الغربية بقيادة أمريكية :
▪︎ ضمان تفوقها وهيمنتها .
▪︎ التحكم بنوعية السلاح وكفاءته المباع للدول العربية .
▪︎ ضمان التبعية للسياسات الغربية والسيطرة على مفاصل القرار لدى معظم دول الوطن العربي الكبير .
▪︎ هجرة العقول العربية خارج اوطانها لاسباب إقتصادية او سياسية او لغياب الديمقرطية ودولة المواطنة .
▪︎ تغييب المؤسسات البحثية على كافة الاصعدة .
▪︎ تعزيز ثقافة الاستهلاك والبعد عن نهج الإنتاج .
▪︎ الإعتماد على إستيراد التكنولوجيا بالحد المسموح به للحفاظ على الضعف العربي والفارق الكبير بموازين القوى العسكرية والتكنولوجية .
▪︎ تعزيز وترسيخ الخلافات البينية العربية لحرف البوصلة عن العدو الحقيقي المتمثل بالكيان الإسرائيلي المصطنع الذي يمثل الخطر الوحيد على أمن ووحدة وإستقرار الدول العربية وما يدلل على ذلك الإستراتيجية الأمريكية ومحورها القائمة على ضمان تفوق إسرائيل العسكري والإقتصادي والسياسي على مجموع ما تملكه الدول العربية مجتمعة وفرض إدماجها بالوطن العربي للإستمرار بالعمل وكيلا عنها دون إنهاء إحتلالها للدولة الفلسطينية المحتلة وللجولان السورية ولأراض لبنانية .
ما تقدم قادني للتساؤل عن اهم الدروس التي تستدعي من قادة الدول العربية خاصة والإسلامية ودول عدم الإنحياز عامة الوقوف عندها ووضع إستراتيجية موحدة لحماية الأمن القطري والقومي العربي بعد جريمة الكيان الإرهابي الإسرائيلي التي إرتكبها على مدار يومين عبر شنه هجوما سيبرانيا على لبنان بتفجير أجهزة الإتصال عن بعد وبوقت واحد ” البيجرز واللاسلكي ” متذرعا بإستهداف كوادر حزب الله الذي أسفر عن قتل وإصابة مئات من المدنيين خلافا لإتفاقيات جنيف مما يمكننا من تصنيفها وفقا للإتفاقية الدولية بمنع جريمة حرب الإبادة ولنظام المحكمة الجنائية الدولية بأنها جريمة إبادة وبالتاكيد يندرج تحتها وصف جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية .
من أهم الدروس المستفادة :
أولا : عدم الإعتماد على الواردات من الخارج وخاصة السلاح وضرورة التحول للاعتماد على الذات من كافة النواحي .
ثانيا : عدم الثقة بالصناعات العسكرية الأمريكية والاوربية المصدرة من طائرات وسفن ومعدات عسكرية وإلكترونيات وغيرها للدول العربية حيث ثبت انها تفتقر تزويدها بأحدث المواصفات والتجهيزات بما يتناسب مع اثمانها المبالغ بها .
ثالثا : عدم وجود ضمانات بعدم تركيب متفجرات غير مرئية يستحيل كشفها بما تملكه الدول المستوردة يتم التحكم بها من بعد سواء داخل تلك الأسلحة والمعدات وخاصة الطائرات او القدرة على تعطيلها من قبل الجهة المصنعة تحول بذلك دون إستخدامها بشكل فاعل وآمن عند التعرض لخطر خارجي من قبل اي دولة أو تنظيم يهدف لزعزعة إستقرار وأمن دولة خدمة لمصالح دول خارجية إستعمارية .
رابعا : ضرورة بناء مؤسسات بحثية على المستوى القومي لتحتل أهمية واولوية قصوى في المرحلة القادمة في كافة المجالات وفي مقدمتها التكنولوجيا التي اضحت السلاح الأخطر معتمدين على العلماء والخبرات العربية .
خامسا : غياب العمل والتنسيق المشترك عامل ضعف يهدد الإستقرار القطري .
ما تقدم بحاجة إلى إرادة سياسية عليا تتصدى لكافة الأخطار المحدقة بالوطن العربي الكبير التي تتطلب مغادرة مقومات الضعف والتخلف العلمي والصناعي والتكنولوجي والإنتقال إلى مربع القوة والتقدم والنهضة بكافة عناوينها التي من شأنها ان تؤدي إلى القدرة على مواجهة كافة التحديات والمخاطر التي تستهدف الأمن والإستقرار والتقدم العربي والإسلامي الشمولي المباشر وغير المباشر وما المجزرة السيبرانية التي إرتكبها الكيان الإسرائيلي في لبنان إلا بداية لطبيعة وشكل الحروب القادمة .
وقد دللت الأحداث ان الكيان الإستعماري الإسرائيلي المصطنع هو الخطر والعدو المشترك على الأمن القومي القطري بل العربي الشامل….. ستبقى فلسطين وحريتها وإستقلالها العنوان فإجهاض المخطط الإسرائيلي التوسعي المدعوم امريكيا بتابيد إحتلالها للاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وتهجير الشعب الفلسطيني خارج وطنه وما يمثله من مساس خطير بالأمن القومي المصري والاردني والسوري واللبناني بما يهئ لها الإنتقال للمرحلة التالية من التوسع اساس لتعزيز وترسيخ الأمن القومي العربي…..؟