عروبة الإخباري – احتشد عشرات الآلاف من الحوثيين أمس في صنعاء وأغلقوا شارع المطار لأداء صلاة الجمعة قبل أن يضربوا خيامهم فيه لحصار عدد من الوزارات بينها وزارة الداخلية، في سياق ما وصفوه بـ «بدء المرحلة الثانية من التصعيد الثوري» الذي دعاهم إليه زعيمهم عبدالملك الحوثي لإسقاط الحكومة وإجبارها على التراجع عن رفع أسعار الوقود. ويواصل عشرات الآلاف منهم تطويق مداخل العاصمة من مختلف الجهات وسط توتر وقلق غير مسبوق. ويرى مراقبون «أن طموح الجماعة لن يتوقف قبل أن تبسط سيطرتها على مناطق شمال اليمن لتأسيس دولة شيعية»
ويخوض وفد رفيع أرسله الرئيس عبدربه منصور هادي الخميس الماضي إلى معقل الجماعة في صعدة للقاء زعيمهم، مفاوضات شاقة لإقناعه بوقف التصعيد والجنوح للسلم في مقابل الشراكة في حكومة وحدة وطنية تشارك فيها الجماعة في ظل أنباء عن تقدم إيجابي في المحادثات لكن دون الوصول إلى اتفاق نهائي. ودعت دول مجلس التعاون أمس في بيان، «القوى السياسية ومكونات المجتمع اليمني إلى التزام تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، والإسهام الفاعل في توفير الأجواء المواتية لاستكمال تنفيذ المرحلة الثالثة من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية».
وقطع عشرات آلاف الحوثيين أمس شارع المطار لإقامة صلاة الجمعة تنفيذاً لتوجيه زعيمهم، ونصبوا مخيمات للاعتصام في محيط وزارات الداخلية والاتصالات والكهرباء، ومبنى البريد وعلى مقربة من مبنى التلفزيون الحكومي، تمهيداً لما وصفوه بـ «بدء المرحلة الثانية من التصعيد الثوري»، الذي يقولون إنه يهدف إلى الضغط لإسقاط الحكومة وإجبارها على التراجع عن قرار رفع أسعار المشتقات النفطية، وعلى تنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
وألقى زعيم الحوثيين خطاباً عشية التظاهرات تحدى فيه تحذيرات الدول العشر الراعية للعملية الانتقالية في اليمن، وقال إنهم «لا يملكون الحق في أن يتدخلوا ولا في أن يحذِّروا، ولن يمثّل تحذيرهم ولا تدخلهم أي عامل للضغط على شعبنا اليمني العظيم، وأي تحذير منهم لن نحسب له أي حساب». وأكد الحوثي أنه لن يتراجع عن مطالبه، داعياً أنصاره إلى مواصلة التصعيد والاحتشاد للصلاة في شارع المطار، كما أشار إلى أن اللجنة التي أوفدها هادي للتفاوض معه أبدت تفهماً لتلك المطالب، لكنه قال إنه لا ينبغي الوثوق بها» وإنه «سيتضح في الأيام القليلة المقبلة إن كانوا جادين أو مراوغين».
وجدد تحذيره السلطات من الاعتداء على أنصاره، وقال: «إذا اعتدت السلطة على المتظاهرين أو المعتصمين أو واجهت هذا التحرك الشعبي بقوة السلاح وحاولت أن تبطش بالجماهير أو أن ترتكب جرائم بحقهم، فهذا أمر لا يمكن أن نسكت عليه، ولن نقف مكتوفي الأيدي تجاهه». ولم يتطرق الحوثي في خطاب آخر له بثه عصر أمس تلفزيون الجماعة بمناسبة ذكرى «الصرخة» (شعار الجماعة الذي يهاجم أميركا وإسرائيل واليهود)، إلى أي مستجدات تتعلق بالمفاوضات مع الوفد الرئاسي، في حين كشف مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر، عن جهود تبذل في صنعاء لمعالجة التوتر القائم.
وقال بنعمر في بيان صحافي أمس، إن «مشاورات مكثفة تجري لهذه الغاية مع مختلف الأطراف والقيادات السياسية اليمنية لإيجاد حل سلمي توافقي بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني». مؤكداً أنه التقى «خلال الساعات الماضية الرئيس هادي وممثلين عن الحوثيين (أنصار الله) وعدد من قيادات الأحزاب السياسية».
وتُتهم الجماعة الموالية لإيران بأنها «تستغل عواطف العامة جراء رفع أسعار الوقود لتأجيج الغضب الشعبي سعياً لتوسيع نفوذها في شمال اليمن ولجهة الاتكاء على مبررات أخلاقية ترفع عنها وزر استخدامها القوة في حصار العاصمة والتلويح باقتحامها».
اليمن..”الحوثيون” يصعدون في صنعاء!
24
المقالة السابقة