عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب –
لم تعرف وزارة الداخلية فترة أكثر استقراراً وقدرة على الاداء كما هي اليوم، فقد اتيح لها تحت قيادة الوزير، مازن الفراية، مجموعة من المنتسبين في مواقع عديدة أصبح ذكرهم دائماً على السنة المواطنين خاصة في عيون وزارة الداخلية وينتظرون دورها.
كنت كتبت عن أحد هؤلاء المميزين قبل سنة وهو الدكتور باسم دهامشة، مدير الجنسية وشؤون الأجانب، ودعوت للاكثار من أمثاله، لأجد أن هناك العديد من المسؤولين من محافظين ومتصرفين وكبار موظفين، قد لا أحيط باسمائهم ولم يتيح لي مقابلتهم، ولكنني اتوقف عند اسم خبرته من الناس والسنتهم، وجاء ذكره على لسان احد المستثمرين التقيته في الدوحة بقطر .. حين زرتها أيام العيد، هذا الشخصية (المحافظ هو عطوفة ياسر العدوان لمعروف بجودة ادارته).
نائب المحافظ في محافظة العاصمة الدكتور طايل المجالي، الشخصية التي تتمتع بأريحية وقدرة كبيرة على العمل تحت ضغوطه، كما تتمتع بقدرة على تقديم الحلول مما يحعل الكثير من الناس يلجأون للمحافظة ويفضلون ذلك عن اللجوء الى الشرطة والقضاء لقدرة المحافظ على البت في القضايا بسرعة ومنع التداعيات لأي حدث.
جالست نائب المحافظ مرتين، وقد استمعت وتابعت كيف تحل القضايا وآليات ذلك، وكيف يتحرك الجهاز بسرعة وكفاءة، وكيف يخرج المواطن وقد أدرك حدود حقوقه وواجباته.
كنت لجأت الى نائب المحافظ اشتكي ط في قضية سيدة طبية لجأت اليه تشكو للصحافة تعرضها لعملية احتيال حين حولت مبلغاً من المال عن طريق(كلك ) بالخطأ الى محفظة في أحد أرقام هاتف المرسل اليه بدل التحويل لمدرسة أطفالها. وحين خرج المبلغ لم يستجب من وصله لاتصالها ولم يكن لديها غير هذا المبلغ لأطفالها المهددين بالطرد وزوجها مغترب والبنك لم يتدخل فراجعت المحافظة رأفة بحالها وادراكاً لظلمها وقلة حيلتها، وقد استغرق الامر يوماً واليوم التالي كان الجاني مجلوباً ودافعاً للمبلغ رغم افتقار السيدة للكثير من المعلومات عنه وعدم معرفتها به، ولا أعرف ما هي الخطة التي تدبرها نائب المحافظ والعاملون معه لرد لهفة السيدة واعادة أموالها، وقد اغراني ذلك للطلب من الدكتور طايل المجالي، الذي أعرف انشغاله وانكبابه على العمل بين قراءة التقارير والمحاضر والاوراق والشكاوي وتكفيل الموقوفين وبين الرد على التلفونات من عاصمة يزيد عدد سكانها عن أربعة ملايين … اكثرهم في المحافظة والوزارة يريدون مراجعة رأس النبع.
لدى الدكتور المجالي قدرة على التذكر وحفظ القضايا وتذكرها،فقد جاء أحد المراجعين يروي له رواية كان رواها له قبل أيام، فأعاد المحافظ على المشتكي مضمون الرواية وذكره انه يحفظها وأن عليه أن يتابع كما قال له لدى عطوفته ذاكرة ما شاء الله، وبعضنا لا يتذكر ماذا تعشى أمس، وقد كان ذكرني بزيارته والاطلاع على طريقة عمله الغزير، الدكتور باسم الدهامشة، الذي كان نموذجاً في الداخلية.
كنت أدرك أن الوظيفة العامة هي تكليف لا تشريف وأن ابناء الأصول والتربية المحترمة ليسوا بحاجة لممارسة السلطة أو الانتساب لموقع أو وظيفة بمقدار ما يريدون أن يكشفوا عن معدنهم الأصيل في العطاء وتكريم الناس وخدمتهم وهؤلاء كثر قد يعطلهمالتزاحم أو سوء التقدير أو التنافس غير الشريف.
لكن الارادة القوية تجعل البذرة تفلق الصخر وتخرج بأوراقها كما العملة الجيدة التي تطرد الرديئة وقد فعل ذلك الدكتور طايل المجالي المحب للعمل والذي يرد الملهوف ويقصر عمر الظلم والمظالم ما استطاع وهو لا يقدم نفسه بديلاً للقضاء أو حتى الشرطة ولكنه ان أمسك بشيء تابعه وأنجزه مراهنا على طواقمه التي تعمل معه بإخلاص و تناغم واحترام المسؤول ومحضه النصح والطاعة والولاء دون تبرم.
لدينا موظف عام محترم في كل دوائرنا ومؤسساتنا، وهذا النوع لا بد من اكتشافه والعناية به وتكريمه ودفعه للأمام وعدم تعطيله أو حرمان الجمهور من عطائه وفضله وحرصه، ولا يستوي الموظف والموظف، فهناك من خلق في نفسه الرغبة في الخدمة والانصاف ومساعدة الناس، وهناك من هو ليس كذلك، فلا تحمل ولا صبر ولا امكانية لديه، وهم لايجوز ان يكونوا السبب في التعميم على الوظيفة العامة حتى وإن شكلوا نسبة عالية فيها، ولذا لا بد من استمرار عملية التقييم العملية ومكافأة العاملين المتميزين والتخلص من الكسالى والمعطلين.
الداخلية بدأت وسارت على هذا المنوال وهي أنجزب وتنجز ومؤسسات اخرى بحاجة الى مثل تجربة الداخلية، وهناك اخرى ما زالت بحاجة ماسة ولعل توجيهات رئيس الحكومة الأخيرة تحمل الدلالة التي أدعو اليها والتي ذهبت الى المطالبة بها، فهو يدرك أن اراحة الناس وتجنيبهم المتاعب الإدارية ومساعدتهم في تلبية حاجاتهم هو.ركن ركين في احداث الرضى الذي هو شرط الاستقرار ولكن في احداث الرضى الذي هو شرط الاستقرار والامن والولاء.
اهنئ الدكتور طايل المجالي على طريقته في العمل وعلى حبه لعمله حتى وهو يداوم ايام العطل من جمعة وسبت، فقد وجدته وكان يرد على الهاتف ويرى أن العمل عبادة وأن خدمته للناس امر يمكن التقرب به من الله