عروبة الإخباري –
تحتفل الجزائر الشقيق يوم 5 يوليو من كل عام بذكرى الإستقلال والتحرر الوطني وإنهاء حقبة الإستعمار الفرنسي، والتي أصبحت أمر واقعي نتيجة الإستعمار الاستيطاني العنصري الفاشي الفرنسي والذي امتدت للسنوات طويلة الأمد تقدر بمئات وثلاثون عام، وقد اتخذت شرائح من كبار الاقطاع بأن فرنسا باقيه للأبد ولم تتوقع هذه الشرائح من الطبقة الفقيرة فئة الفلاحين والعمال، إحداث التغيير الجوهري في حياة الشعب الجزائري، بحيث أن هذه الطبقة هي في الأساس ” لا حول ولا قوة” نتيجة الفقر والظلم والبطالة والتحكم قوى الإقطاع بمختلف الوسائل الحياتية، ولكن ارادت الشعب الجزائري كانت على موعد مع طليعة الرجال المؤمنين بمسيرة النضال والتحرر الوطني وبذلك التصميم كانت إنطلاقة الثورة الجزائرية والتي توحدت تحت مظلة جبهة التحرير الوطني الجزائري والتي جمعت في إطار مختلف الفصائل للتحرر وإنهاء الإحتلال الفرنسي.
ومن خلال تحقيق هذا التوافق الوطني نجحت الثورة الجزائرية يوم 5/7/1962 من نيل الحرية والاستقلال وإنهاء حقبة الإستعمار الفرنسي، لقد شكل إنتصار الجزائر الشقيق حافز لمختلف شعوب العالم في آسيا وإفريقيا ودول أمريكا اللاتينية الإصرار على الإستمرار بمسيرة التحرر لإنهاء الإستعمار، لذلك فإن الجزائر تشكل تجربة ونموذج في مسيرة النضال الفلسطيني بحيث أن الجزائر قدمت قبل وبعد إنطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة من خلال حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، كل أشكال الدعم والإسناد وتم إفتتاح مكتب لحركة فتح قبل سنوات من إنطلاقة الثورة الفلسطينية، حيث تولى القائد الشهيد خليل الوزير أبو جهاد وبعد تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية كانت الجزائر تفتتح أول مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية، حيث حاول البعض وما يزال إنهاء دورها التاريخي والراسخ كونها الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا الفلسطيني.
ومنذ ذلك الوقت ودولة الجزائر لم تتوقف عن دعم الشعب الفلسطيني وحقوقة الوطنية من أجل التحرر الوطني وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري، ولذلك فإن الجزائر أكدت على أنها مع فلسطين ظالما أو مظلوم كما قال الزعيم الخالد الشهيد الرئيس هواري بو مدين ولم تتغير بوصلة الجزائر منذ الإستقلال وحتى اليوم الحاضر وفي هذا السياق نؤكد على موقف الجزائر والذي لم تتوقف كما طرح الرئيس عبد المجيد تبون، على لم الشمل الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ومغادرة الانقسام والخلافات داخل الساحة الفلسطينية بمكوناتها المختلفة، وفي اعتقادي بأن حركتي فتح وحماس تتحمل المسؤولية في إفشال المبادرة الجزائرية، حيث كانت المبادرة تتضمن أبرز القضايا الأساسية: 1-تشكيل حكومة توافق وطني تقوم بدورها الوظيفي في الضفة الغربية وقطاع غزة .
2-إجراء الإنتخابات العامة التشريعية والرئاسية.
3-عقد مجلس وطني فلسطيني جديد بمشاركة مختلف الفصائل الفلسطينية بما في ذلك حركتي حماس والجهاد الإسلامي والشخصيات الوطنية الفلسطينية المستقلة، ورغم خيبت الأمل الجزائرية من حيث النتائج،بعد ما يقرب من عام ما تزال الجزائر الشقيق البلد العربي الوحيد الذي يقدم مختلف أشكال الدعم والإسناد لمنظمة التحرير الفلسطينية كونها الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا الفلسطيني العظيم. نكرر كل التقدير للجزائر وشعبها العظيم ونحيي هذه الذكرى المجيدة لتحرر الوطني والاستقلال والتي تتمثل نموذج لمختلف شعوب العالم في الكفاح للوصول إلى الحرية وإنهاء الإحتلال الفرنسي الفاشي والذي قد تسبب بملايين الشهداء خلال مسيرة الشعب الجزائري الشقيق.