قال المحلل السياسي الدكتور حسام العتوم ان مبادرة الأردن لاستضافة مؤتمر دولي للإستجابة الإنسانية الطارئة لقطاع غزة المكلوم بالشراكة مع الأمم المتحدة ومصر، يؤكد اهتمام المملكة بحاضر ومستقبل القضية الفلسطينية العادلة والشعب الفلسطيني.
واشار الى ما تعرض له الاهل في فلسطين منذ السابع من تشرين الاول من حرب إبادة شرسة وغير مبررة راح ضحيتها أكثر من 36 الف شهيد، جلهم من الأطفال و النساء، جنبا الى جنب مع ما يتعرضون له من حصار تجويع متعمد، يشبه حصار ليننغراد، وذنبهم الوحيد هو أنهم أصحاب الأرض والتاريخ الكنعاني العريق والقضية العادلة.
واضاف العتوم ان الأردن قدم للفلسطينيين مساعدات إنسانية وطبية متكررة ولا يزال، باعتبار ذلك واجبا وطنيا وإنسانيا، مشيرا الى جولات جلالة الملك عبدالله الثاني في المحافل الدولية بهدف وقف الحرب في غزة، والتذكير بشرعية القضية الفلسطينية التي كادت أن تتوارى عن أنظار العالم، ما دفع بدول عديدة للإعتراف بالدولة الفلسطينية.
واوضح العتوم ان ما ينتظره الشارع العربي وكذلك العالمي من مؤتمر الاستجابة هو جمع أكبر قدر من المساعدات الإنسانية والطبية لقطاع غزة، الذي يبلغ تعداده السكاني أكثر من مليوني موطن فلسطيني، والبحث عن الية جادة لوقف الحرب فورا في غزة، ولجم مشاريع التهجير القسري.
ونبه العتوم ان ثمة خيارات أمام المؤتمر من الممكن طرحها، ذات علاقة بالدول العربية التي وقعت السلام مع إسرائيل، لتتوجه برسالة حازمة تربط بين السلام وبين ضرورة وقف الحرب في غزة فورا، منعا لاراقة المزيد من الدماء الفلسطينية البريئة، وتوحيد الخطاب العربي أمام المجتمع الدولي باعتبار حماس والمقاومة الفلسطينية والعربية حركات تحرر مشروعة، ولا يجوز نعتها بالإرهاب على مقاس إسرائيل المحتلة، التي تحارب الفلسطينيين فوق أرضهم الشرعية وداخل حدود عام 1967.
ودعا الى توجيه رسالة لمجلس الحرب الإسرائيلي مفادها استحالة تهجير الفلسطينيين أصحاب الأرض ومقاومتهم، أو القضاء عليهم، والتاريخ يسجل ولن يرحم، ولا مخرج للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي خارج حل الدولتين لينعما بالأمن والاستقرار جنبا الى جنب، مؤكدا ان السلام الضعيف خير من الحروب المدمرة، وأن رغبة إسرائيل بتوسيع مساحات سلامها مع العرب مرهونة بوقف الحروب معهم، والاستيطان، والاعتراف بالدولة الفلسطينية.