34
عروبة الإخباري –
عن “مركز التنّور” الثّقافيّ الفنلنديّ العربيّ الذي يرأسه الأديب العراقيّ عبّاس داخل حسن صدرت الطّبعة الإنجليزيّة الأولى من المجموعة القصصيّة “تقاسيم الفلسطينيّ” للأديبة أ. د. سناء الشّعلان (بنت نعيمة) بترجمة الأكاديميّة الجزائريّة د. شهيرة زرناجي، وهي تحمل عنوان: “Melodies of the Palestinian“، في 342 صفحة من القطع الورقيّ المتوسّط، ذلك بعد أن صدرتْ لها أكثر من طبعة باللّغة العربيّة، وهي هدف خصب للمهتمين بالقضيّة الفلسطينيّة وتوثيق نضال الشّعب الفلسطينيّ في مواجهة العدوّ الصّهيونيّ المغتصب؛ لذلك حظيتْ بأن تكون قبلة للدّراسات والأبحاث والأوراق البحثيّة واللقاءات والنّدوات النّقديّة المتخصّصة عربيّاً وعالميّاً بما تحمل من تاريخيّة أدبيّة للقضيّة الفلسطينيّة والملابسات المحيطة بها في أكثر من صوب.
Melodies of the Palestinian / (تقاسيم الفلسطينيّ) هي من من أشهر المجموعات القصصية للأديبة د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) حول تأريخ القضّية الفلسطينيّة وتوثيق نضال شعبها في سبيل التّحرير والكرامة، وهي تتكوّن من مئة وأربع وسبعين قصّة قصيرة موزّعة على سبعة عناوين كبرى؛ وهي تقاسيم الوطن، وتقاسيم المعتقل، وتقاسيم المخيّم، وتقاسيم الشّتات، وتقاسيم العرب، وتقاسيم العدوّ، وتقاسيم البعث.
هذه المجموعة القصصّية هي مجموعة تسّجل في لوحات قصصيّة قصيرة ملامح متعدّدة من نضال الشّعب الفلسطيني داخل الوطن وخارجه عبر نحو ستة عقود من المعاناة والتّصدّي والإصرار على الانتصار والتّمسّك بالوطن، وهي ترصد تفاصيل وأفكاراً ورؤى وأحاسيس ومشاعر ومكابدات وأحلام وتصّورات الشّعب الفلسطينيّ الذي يصمّم على أن يحقّق حلمه المقدّس في استرداد وطنه، وهي في الوقت ذاته تصّور المشاهد الإنسانيّة والتّاريخيّة والسّياسيّة والاجتماعيّة والدّينيّة والفكريّة التي تحيط بهذا الحلم الذي غدا –دون منازع- صورة مثال للثّائرين والأبطال والفدائيين في التّاريخ الإنسانيّ الحديث.
هي تجربة إبداعيّة من حيث الشّكل القصصيّ المختزل الذي يتمسّك بوحدة الموضوع على امتداد المجموعة ضمن ثيمات كبرى تنتظمه لتضيء ملامح من التّجربة الفلسطينيّة بكلّ ما فيها من تنوّع وفرادة وتميّز، وهي من جانب آخر تسجّل تجربة ذات ظلال ذاتيّة تمتح من خصوصيّة المبدعة سناء الشعلان ذاتها، وتستفيد من تجربتها الشّخصيّة بوصفها فلسطينيّة وابنة قضيتها، وعاينت حقيقة كثيراً من صور قضيتها، بل وعاشتها حقيقة، ونقلت بعض تفاصيلها في مجموعتها هذه إن كان ذلك بشكل مقصود أو غير مقصود.
عن هذه الطّبعة الإنجليزيّة لهذه المجموعة القصصيّة قالت المترجمة د. شهيرة زرناجي: “سحر (التقاسيم الفلسطينيّ) يكمن في طابعها الجماعي، فكما تتشابك الألحان في محادثةٍ جميلة، فإنّ المجتمع الفلسطينيّ نفسه مبني على أساسٍ راسخٍ من الصمود، روحهم التي لا تلين، جوقةٌ صدحت عبر الزمن، تحملها جحافل المشقة. من خلال تعرّفنا على (التقاسيم الفلسطينيّ)، نكتسب تقديرًا أعمق للتجربة الفلسطينية، إنها شهادة على روحهم الدائمة، وإبداعهم اللامحدود، وقدرتهم المذهلة على التكيف. أغنيتُهم، صدى قوي للصمود، لا تزال تتردد عبر العصور، وشهادة على شعبٍ وأرضٍ مرتبطين إلى الأبد”.
في حين قالت الشّعلان عن ترجمة تقاسيم الفلسطيني الإنجليزيّة: “أنا فخورة بهذه الترجمة إلى الإنجليزيّة، كما أنا فخورة بمجموعة تقاسيم الفلسطينيّ التي أعدّها تمثيلاً حقيقيّاً لفلسطينيتي، كما هي مشهد من مشاهد فخري بعدالة قضية وطني، وتأكيد للانتصار الحتميّ لها مهما طال الصّراع وامتدّت التّضحيات ما دامت هذه القضيّة هي من أعدل قضايا الإنسان والحريّة والعدالة في هذا العالم مهما تأخّر تحقيق النّصر الكامل وتحرّر فلسطين من نير احتلالها”.
في حين قال الناشر الأديب والنّاقد العراقيّ عبّاس داخل حسن رئيس مركز “التنّور” الثّقافيّ الفنلنديّ العربيّ عن ترجمة هذه المجموعة القصصيّة: “هذه الترجمة تأتي انطلاقاً من إيمان الكاتبة والمترجمة ومركز التنّور بأهميّة نقل عدالة القضيّة الفلسطينيّة إلى شعوب الأرض جميعاً عبر التّرجمات المتعدّدة التي تتيح فرصة عادلة لتعريف الإنسانيّة قاطبة بالقضيّة الفلسطينيّة وعرض مظلوميّتها ونقل معاناة الشّعب الفلسطينيّ، فضلاً عن فضح جرائم الاحتلال الصّهيونيّ في فلسطين، وتفنيد أكاذيبه جميعها، لا سيما في هذا الوقت العصيب الذي يشهد التّاريخ فيه ملحمة لا مثيل لها بين الشّعب الفلسطينيّ الذي يسعى وراء تحرير وطنه لا سيما فيما يحدث الآن في غزّة بشكل خاص وسائر أنحاء فلسطين بشكل عامّ، وبين العدوّ الصّهيونيّ وقوى الاستعمار التي تسانده في كثير حكومات العالم لدعم احتلاله لفلسطين، وتثبيت وجوده المشؤوم على أرض فلسطين المغتصبة”.