عروبة الإخباري –
كنت حريصة على مشاهدة فيلم “السرب” والذي يعد لون من أعمال الأفلام الحربية الوطنية، تأخرت قليلا عن مشاهدته لكن حدث وأن تابعت أحداثه الملموسة بالوطنية وقوة الجيش المصري بمختلف أجهزته وهيئاته، ولابد أولا أن نؤكد أن الضمير الوطني المصري سيظل متعطشا لرؤية المزيد من الأعمال السينمائية والدراميا على وجه التحديد خاصة وأن نسبة المشاهدة لتلك الأفلام تؤكد إنها الأعلى قياسا بالإيرادات التي تحققها ، حيث تبين أن فيلم “السرب” بمجرد أن طرح بجميع دور السينما وهو الأول حتى الآن، وبالمقارنة ينطبق ذلك على فيلم الممر،ومن قبله الخلية،وجواب اعتقال، وسلسلة مسلسل الإختيار منذ عرض الجزء الأول منه.
أعود مجددا إلي فيلم السرب ذلك الفيلم الذي يجب وضعه تحت عنوان عريض مفاداه”الدولة المصرية لا تنام حتى تثأر لحقها السرب هو بإيجاز “ثأر وطني” لحقوق أبناءها، هم أقاموا مذبحة ل21مواطنا مصريا قبطيا، لتقوم الدولة المصرية ممثلة في جيشها المصري بتنفيذ مذبحة جماعية لكل مراكز التنظيم الارهابي داعش وعلى رأسهم زعيمهم أبو أسعد الحمراوي أمير الخلافة في درنة داخل الأراضي الليبية.
يعكس الفيلم مشاهد وطنية خالصة لتجمع عدد من الشباب المصري القبطي الذي يظهر في الفيلم الفنان عمرو عبد الجليل ، وهو شاب مسلم يدعى محمد، كان يحمي الأقباط من التكفيرين وكان حريص على أمنهم حتى تمكنوا من الوصول إليهم والنيل منهم، وهذا المشهد الوطني مأخوذ من الحقيقة الواقعية التي تؤكد أن المصريين يوما لم يعيشوا بفكر مفكك وممزق بين أبناء هذا الوطن، لينتهي الأمر إلي ثأر وطنهم لهم،وهي رسالة باطنها يشبه علنها، أن للأقباط والمسلمين جيش يحميه.
تتنوع أحداث الفيلم بين عدد من الأعمال النوعية للجيش المصري بأجهزته المختلفة ،ما بين جهاز المخابرات العامة،وهيئة الاستخبارات العسكرية، وجهاز الأمن الحربي، والقوات الجوية، والدفاع الجوي، كل على حدة تعظيم سلام،تشعر أثناء عملهم واصطفافهم داخل مكاتبهم وهيئاتهم إنك أمام حدث جلل له هيبة ورهبة ولين وصدق وطني ،ترى أعينهم مرة تفيض بدموع الحزن ، وأخرى تبكي فرحا وطيرا من الانتصار دون خسائر.
الحق أن الدولة المصرية بأجهزتها السيادية تعد فخرا وشموخا ونضالا، رجال تملئهم القوة والصلابة والتحدي ، وتراهم حانيين على رجالهم ومن ينفذون مخططاتهم يشجعونهم ويشعلون الحماس داخل قلوبهم حتى يغدون انتصارا وعزة ووجاهة.
شعرت أن رجال الدولة المصرية داخل أجهزتهم الخاصة يشبهون المصريين داخل مدرجات استاد الكورة وهم يشجعون انديتهم يطيرون فرحا من تحقيق المهمة، يقفذون أعلى أماكنهم مستخدمون أيديهم ملوحون بقوة لتسديد رجالهم مهام القتال دون خسائر.
المشهد الأخير الذي جاء عاكسا لعملية قواتنا الجوية من نسور الطيارين وهم يدكون معاقل داعش ثأرا لأبنائها ألهب قلوب جمهور السينما المشاهد للفيلم، تصفيق حاد، الجميع يقف يهتف يردد الله أكبر ايوه كده يا رجاله، يتلاحم المشهد مع تلاحم عناصر الفيلم الذي يعكس غرفة عمليات مركزية يترأسها رئيس المخابرات المصرية الذي جسد دوره الفنان مصطفى فهمي وهو يبكي فرحا بالثأر ونجاح العملية وعودة نسور الجو سالمين، هكذا هم المصرييون في كل مكان وكل موضع يتوحدون حبا في هذا الوطن ويرفضون مس ترابه، وأبناءه، يخرجون في سرب بري وجوي، لا ينامون ولهم حق، يشجعون اللعبة الحلوة، يدمنون تسديد الأجوان، يصفقون ويتغنون، لكن هل رأيت يوما جمهورا يقف ويصطف عقب انتهاء فيلم ويغني بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي، لقد فعلها فيلم السرب الحربي المصري، وفعلها جمهور السينما عقب انتهاء الفيلم، مصر يا أم البلاد، أنت غايتي والمراد.