قال مسعفون وسكان إن قوات ودبابات إسرائيلية توغلت السبت، في مناطق مزدحمة بشمال قطاع غزة كانت قد تجنبتها من قبل خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر مما أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين.
وسيطرت القوات الإسرائيلية أيضا على بعض الأراضي في مدينة رفح القريبة من الحدود المصرية بجنوب قطاع غزة والتي تكتظ بالنازحين. وتثير الحملة التي شنتها إسرائيل على رفح هذا الشهر، بهدف القضاء على معاقل لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، قلق القاهرة وواشنطن.
وفي خطوة تكشف زيادة الخلافات داخل الحكومة التي يتزعمها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، هدد الوزير في حكومة الحرب بيني غانتس بالاستقالة إذا لم يوافق نتنياهو بحلول الثامن من حزيران على خطة بشأن الوضع في غزة تتضمن كيفية حكم القطاع بعد انتهاء الحرب مع حماس.
وفي إعلان وصفته وسائل إعلام إسرائيلية بأنه نتيجة معلومات مخابرات جُمعت خلال أحدث توغلات، قال الجيش إنه استعاد جثة رجل كان من بين أكثر من 250 محتجز في غزة منذ السابع من أكتوبر.
وذكر الجيش في بيان مقتضب أنه عثر على رفات رون بنيامين مع رفات ثلاث محتجزين آخرين أعلن عنهم الجمعة.
ولم يصدر بعد أي تعليق من حركة حماس.
وتجري إسرائيل هذا الشهر أيضا عمليات تمشيط عسكرية جديدة في أنحاء من شمال غزة كانت قد أعلنت انتهاء عملياتها الرئيسية فيها في كانون الثاني. لكنها ذكرت في ذلك الحين أنها ربما تعود إليها لاحقا لمنع حماس التي تحكم القطاع من إعادة الحشد.
أحد هذه المواقع هو جباليا، أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في قطاع غزة. وقال سكان إن القوات والدبابات توغلت في شوارعه. وقال مسعفون إن 15 فلسطينيا استشهدوا وأصيب عشرات في إحدى الغارات.
وقالت وزارة الصحة في غزة والدفاع المدني الفلسطيني، إن الفرق تلقت عشرات البلاغات بسقوط شهداء ومصابين، لكنها لم تتمكن من إجراء أي عمليات بحث بسبب تواصل عمليات التوغل البري والقصف الجوي.
وقال إبراهيم خالد، وهو أحد سكان جباليا، عبر أحد تطبيقات التراسل “اليوم هو اليوم الأصعب بالنسبة للقصف من جانب الاحتلال. القصف من الجو ومن الدبابات لم يتوقف”.
وأضاف لرويترز “بنعرف عن كتير ناس شهداء وجرحى لكن سيارات الإسعاف مش قادرة توصل لهم”.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته تواصل عملياتها في مناطق مختلفة في أنحاء قطاع غزة، ومنها جباليا ورفح.
وأضاف الجيش في بيان، تواصل القوات الجوية الإسرائيلية عملياتها في قطاع غزة وضربت أكثر من 70 هدفا خلال اليوم الماضي، منها منشآت لتخزين الأسلحة ومواقع لبنية تحتية عسكرية.
توترات الائتلاف الإسرائيلي
يواجه نتنياهو انتقادات في الداخل والخارج بسبب عدم توضيحه موعدا لنهاية الحملة العسكرية بعد أكثر من سبعة أشهر من بدء الحرب.
وقال غانتس في مؤتمر صحفي إنه يريد من حكومة الحرب وضع خطة من ست نقاط في الأسابيع الثلاثة المقبلة، وهدد بانسحاب حزبه المنتمي لتيار الوسط من حكومة الطوارئ التي يرأسها نتنياهو في حالة عدم تلبية توقعاته.
وأضاف أن خطته المقترحة ستتضمن إقامة نظام أميركي أوروبي عربي فلسطيني مؤقت للإدارة المدنية لغزة بينما تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية.
وعلى الرغم من أن غانتس هو أقوى منافس لنتنياهو في استطلاعات الرأي، فإن انسحابه من الحكومة إن حدث لن يكون كافيا للإطاحة بها لأن الأحزاب المتبقية ستمنح رئيس الوزراء أغلبية مريحة في الكنيست.
لكن تصريحات غانتس تظهر تزايد الضغوط على الائتلاف الإسرائيلي، الذي تهيمن عليه أحزاب اليمين المتطرف. وطالب وزير الدفاع يوآف غالانت الأربعاء، بتوضيح خطط ما بعد الحرب، ودعا نتنياهو إلى التخلي عن فكرة احتلال غزة عسكريا مرة أخرى.
وقالت الأجنحة العسكرية لحركات حماس والجهاد الإسلامي وفتح، إن مقاتلين هاجموا القوات الإسرائيلية في جباليا ورفح بصواريخ مضادة للدبابات وقذائف مورتر وعبوات ناسفة مزروعة بالفعل في بعض الطرق، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير من الجنود.
وقال الجيش الإسرائيلي، إن 281 من جنوده قتلوا في أعمال قتالية منذ التوغل البري الأول في غزة يوم 20 تشرين الأول.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن 35386 فلسطينيا على الأقل استشهدوا في الهجمات الإسرائيلية منذ السابع من تشرين الأول، في حين حذرت وكالات إغاثة من انتشار الجوع والنقص الحاد في الوقود والإمدادات الطبية.
وفي رفح حيث توغلت الدبابات الإسرائيلية في بعض المناطق الشرقية واشتبكت مع مقاتلين فلسطينيين، قال سكان إن القصف الإسرائيلي من الجو والأرض استمر طوال الليل حتى صباح السبت.
وكانت رفح تؤوي أكثر من مليون نازح من سكان غزة. وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) السبت، إن نحو 800 ألف فروا من رفح منذ بدء الهجوم البري هناك في السادس من أيار.