عروبة الإخباري –
ترخي الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية بثقلها على هيبة ومكانة لبنان لدى المجتمع الدولي وسط تأكيد أممي من مشارق الأرض ومغاربها” ساعدوا انفسكم كي نساعدكم، علماً ان الرسالة وصلت الى لبنان هذه المرة بلهجة التهديد الناعم اذ يمنع عليه التواجد على طاولة مفاوضات السلام المرتقبةفي حال استمرار الشغور الرئاسي ومع وجود حكومة تصريف أعمال. وكان وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه صريحاً للغاية في مؤتمره الصحافي في قصر الصنوبر الأحد الماضي قبل مغادرته لبنان، حيث ربط حضور لبنان على طاولة المفاوضات النهائية الخاصة بالمنطقة، من خلال رئيس جمهورية وحكومة فاعلة وليست تصريف أعمال كما هو قائم حاليا.
فما الذي ينتظره ساسة لبنان لإنجاز هذا الاستحقاق؟
ففي الوقت الذي يعمل فيه سفراء “الخماسية” من أجل وضع خارطة طريق لحل أزمة الشغور الرئاسي بعد فراغ دخل عامه الثاني في شهر تشرين الاول الماضي، لم يتقدم الفرقاء في لبنان خطوة الى الأمام وسط رفض عدد من الأقطاب السياسيين وتحديداً القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر عقد جلسة حوار كان دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري وتأكيد عدد من الكتل ان الحل الدستوري الوحيد يتمثل بدعوة رئيس مجلس النواب الى جلسات تستمر مفتوحة الى حين انتخاب رئيسا للجمهورية.
وأكدت مصادر دبلوماسية أن سفراء اللجنة الخماسية أنهوا المرحلة الاولى من جولاتهم على النواب من كافة الكتل السياسية الى جانب اجتماعهم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري واصفاً الاجتماع مع بري بالمثمر.
وأشار المصدر الى ان المرحلة الثانية من لقاءات الخماسية سوف تبدأ بعد فرصة عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية الأرثوذكسية من أجل تسريع الملف الرئاسي وفتح كوة في جدار الأزمة ومحاولة ايجاد حل للأزمة الرئاسية قبل نهاية شهر ايار الجاري.
وكشف المصدر عن مساعي دبلوماسية حثيثة وخاصة من قبل كل من قطر وفرنسا وبريطانيا واميركا من اجل انتخاب رئيس قبل نهاية شهر مايو وهو هدف اساسي للاربع دول على حد تعبير المصدر.
كما أكد المصدر نفسه اهتمام الدول الأربع بتطبيق القرار الاممي ١٧٠١ مبيناً في الوقت عينه أن الملف الرئاسي منفصل عن القرار ١٧٠١.
ونبّه المصدر من خطورة الوضع في غزة كما في جنوب لبنان، مشددا على ان زيارة الموفدين من فرنسا واميركا تندرج في سياق التهدئة ووقف التصعيد بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي.
وسط هذا الواقع اللبناني يخيّم شعور الإحباط على الشارع اللبناني من قرب التوصل إلى حلول خاصة ان جبهة الاسناد من جنوب لبنان زادت الامور تعقيداً حول امكانية التوصل الى قواسم مشتركة خاصة ان اشهر تمضي والوقت ليس في صالح لبنان واللبنانيين.
وكان السفير المصري علاء موسى نقل عن الرئيس بري حديثه خلال اللقاء مع سفراء دول اللجنة الخماسية عن أهمية وضع اطار زمني لهذه الانتخابات.
ويبقى السؤال: هل ستحمل الفترة القادمة تحديد لهذا النطاق الزمني ويشرع البرلمان أبوابه أمام نوابه للانتخاب بعد اشهر من انسداد الافق واكثر من عامين على الفراغ؟ فهل يأتي الخلاص من خلال دعوة المجلس الى عقد جلسات مفتوحة لا تنتهي الا بانتخاب رئيس جديد للجمهورية؟