عروبة الإخباري – دعا أمير الكويت، الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ، “جميع″ الكويتيين إلى “أن يكفوا عن المجاهرة بالخوض” في الموضوعات مثار الجدل حاليا بالكويت بشأن وجود “مخطط انقلابي وقضية فساد”.
جاء هذا في كلمة بثها التليفزيون الكويتي الرسمي مساء الاربعاء، لتهنئة المواطنين بمناسبه حلول شهر رمضان، واعتبر فيها أن هذا ليس وقت خلافات، محذرا من ان “الكويت تتعرض لأخطار جسيمة”، و”الكوارث على الأبواب”.
وأكد “أنه لن يكون هناك أي تهاون أو تساهل تجاه من يثبت ضلوعه في جرائم الاعتداء على المال العام أو التكسب غير المشروع أو غيرها من الجرائم “.
وكان رئيس الوزراء الكويتي، جابر مبارك الحمد الصباح، طالب النائب العام بالتحقيق بشأن ما أثير من شبهات حول “جرائم فساد”.
ويوم السبت 14 يونيو/ حزيران الجاري، قال رئيس جهاز الأمن الوطني السابق والوزير السابق أحمد فهد الأحمد الصباح، خلال لقاء له على قناة “الوطن” التلفزيونية الخاصة، إن “هناك شبهات تعدي وغسيل (تبييض) وإخفاء أموال عامة في إسرائيل”.
ومضى قائلا إن لديه أدلة ملموسة على أن مسؤولين سابقين (لم يسمهم حينها) خططوا لتنفيذ انقلاب، واختلسوا عشرات مليارات الدولارات من الأموال العامة.
وطالب في البلاغ، الذي قدمه محاميه فلاح الحجرف، ووصل وكالة الأناضول نسخة منه، بالتحقيق في مزاعم حول مخطط انقلابي (لم يوضح تفاصيله) وشبهات فساد.
وشهدت الكويت الثلاثاء 10 يونيو/ حزيران الجاري مظاهرة حاشدة للمعارضة، عرض فيها النائب السابق مسلم البراك، “مستندات لتحويلات بمليارات الدولارات متهما الذين حولوها بسرقة البلاد”، كما اتهم قضاة كبارا “بالرشوة” دون أن يسميهم.
واعرب أمير الكويت في كلمته اليوم عن ” بالغ الاستياء والقلق والحزن الشديد ما شهدته البلاد مؤخرا من توتر ولغط وسجال وادعاءات حول وقائع تشكل إن صحت جرائم خطيرة لا يمكن السكوت عليها أو التهاون بشأنها”، دون أن يسميها.
وبين أنه “إن صحت” –هذه الوقائع- فإنها “تهدد أمن الوطن ودستور الدولة ومؤسساتها وسلطاتها العامة وتمس القضاء المشهود له بالنزاهة والامانة “.
ودعا “جميع″ الكويتيين إلى الكف عن تناول تلك القضية بعد ان أصبحت برمتها “تحت يد النيابة العامة التي تسلمت كافة المستندات والاوراق والبيانات المتعلقة بها”.
وقال: “يجب على الجميع – وأقول الجميع – أن يكفوا عن المجاهرة بالخوض في هذا الموضوع انتظارا لكلمة قضائنا العادل الذي يشهد له الجميع بالامانة والحيدة والنزاهة وهي الكلمة الفصل لتحسم جدلا من طال أمده”.
وأكد أنه “لن يكون هناك أي تهاون أو تساهل تجاه من يثبت ضلوعه في جرائم الاعتداء على المال العام أو التكسب غير المشروع أو غيرها من الجرائم”.
ودعا “كل من لديه معلومات أو مستندات تتعلق بهذه القضية ان يبادر إلى ابلاغ النيابة العامة بما لديه فهذا واجب وطني وشهادة حق يجب أداؤها”.
وانتقد أمير الكويت إثارة القضية، معتبرا ان إثارتها يأتي في إطار مخطط – لم يذكر من يقف ورائه- ويستهدف البلاد.
وقال في هذا الصدد: “لقد أصبح واضحا ان الاصرار على اثارة هذه القضية وامثالها ونشر الشائعات حولها رغم احالتها الى النيابة العامة بالاضافة الى تواتر افتعال الاحداث والازمات لا يمكن أن يكون أمرا عفويا أو وليد الساعة بل هو جزء من مخطط مدروس واسع النطاق”.
وبين ان هذا المخطط “يهدف الى هدم كيان الدولة ودستورها وتقويض مؤسساتها وزعزعة الامن والاستقرار فيها وشل أجهزتها (…) حتى تصبح الكويت لا قدر الله لقمة سائغة وفريسة سهلة للحاقدين والطامعين”.
وقال: “حماية أمن الكويت وسيادتها واجب مقدس نذرنا أنفسنا له ولن نتراخى في أدائه وهو أمانة في عنق كل مواطن نتعاون جميعا في حملها وحسن أدائها”.
واكد انه “لا تهاون في حماية أمن الوطن وسلامة المواطنين”، مضيفا: “لن نسمح بالمساس بالقضاء أو التطاول على السلطات العامة”.
وتابع مستدركا: “لكن ليفهم الجميع أننا لا ندعو او نسمح بالتستر عن الفساد والفاسدين ولا نقبل السكوت عن أي انتهاك لحرمة المال العام بل نعلنها على رؤوس الأشهاد بأننا نقف بكل حزم وقوة في مواجهة كل من تسول له نفسه الاعتداء على المال العام فهو مال الشعب”.
وجدد دعوته للمواطنين “- كل المواطنين- بل نطلب منهم عدم التستر على الفساد او انتهاك المال العام او الخروج على القانون والمبادرة بالقنوات القانونية الى تقديم ما لديهم من معلومات إلى الجهات المختصة”.
واعتبر أمير الكويت أن هذا ليس وقت للخلاف، لأن بلاده تتعرض لأخطار جسيمة، في إشارة إلى تداعيات الأزمة العراقية.
وقال: “يا أهل الكويت الأوفياء إنه ليؤلمني أشد الألم أن تحدث هذه التصرفات والممارسات بينما الكويت تتعرض لأخطار جسيمة وتواجه تحديات خطيرة فالنيران المشتعلة حولنا يكاد لظاها يصلنا والمشردون من ديارهم تجاوزت أعدادهم الملايين والضحايا يتساقطون مئات يوما بعد يوم”.
وبين ان الكويتيين “أحوج ما نكون إلى التكاتف والتلاحم والوقوف صفا واحدا للنجاة من هذه الأخطار التي عصفت وتعصف بمن كانوا أكثر قوة وأعز نفرا”.
وقال: “إننا الان لا نملك ترف الخلاف والانقسام والجدل العقيم والألاعيب السياسية الخاصة بينما الكوارث على الأبواب.. فهل أنهم واعون لما يجري غير بعيد عنا؟ والعاقل من اتعظ بغيره. إن أمن الوطن واستقراره وسيادة القانون واحترام القضاء فوق الحريات وقبل كل الحريات”.
ودعا إلى الحرية المسئولة ، مشيرا إلى ان ” الحرية والمسؤولية صنوان لا يفترقان وإلا فسوف تكون الفوضى بديلا للحرية ويكون الدمار بديلا للبناء ويحل الجدل والصراع بديلا للحوار والإنجاز″.
وتابع: “لا خير في حرية تهدد أمن الكويت وسلامتها، ولا خير في حرية تنقض تعاليم ديننا وشريعتنا، ولا خير في حرية تهدم القيم والمبادئ والأخلاق، ولا خير في حرية تتجاوز القانون وتمس احترام القضاء، ولا خير في حرية تشيع الفتنة والتعصب وتجلب الفوضى والخراب والدمار”.
واعرب عن يقينه بان الكويت “عصية على كل من أراد بها سوءا وستظل دوما بعون الله موطن الأمان والرخاء ومنارة للحضارة والازدهار”.
ومنذ أكثر من اسبوع، يعم الاضطراب مناطق شمال وغربي العراق بعد سيطرة تجمع سني يتصدره تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” على أجزاء واسعة من محافظة نينوى (مركزها الموصل 400 كلم شمال بغداد) بالكامل، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها بدون مقاومة تاركين كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد.
وتكرر الأمر في مدن بمحافظة صلاح الدين ومدينة كركوك في محافظة كركوك (شمال) وقبلها بأشهر في مدن الأنبار (غرب). ويصف رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي، تلك الجماعات بـ”الإرهابية المتطرفة”، فيما تقول شخصيات سنية إن ما يحدث هو ثورة عشائرية سنية ضد سياسات طائفية تنتهجها حكومة المالكي الشيعية.
ونشر (داعش)، خريطة لتصور الدولة الإسلامية التي يسعى لإقامتها، تداولتها مواقع إلكترونية، ووضع الكويت ضمن دولته المرتقبة.
وكانت الكويت اكدت في وقت سابق الإثنين، حرصها على “دعم الأمن والاستقرار في العراق والحفاظ على وحدة أراضيه”، وأعربت عن ثقتها في قدرة الشعب العراقي على تجاوز هذه المحنة.