عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب –
إحتفت سفارة أذربيجان في الأردن بمناسبة عيد النوروز الشهير أول أمس، وأقامت بالمناسبة احتفالية دعت لها أعضاء الجالية الأذربيحانية وعددهم حوالي (80) نسمة من النساء والأطفال، وقد وجهت لهم الدعوة للاحتفاء بهذا العيد الذي تحتفي به أذربيحان سنوياً في مثل هذه الأيام من شهر مارس من كل عام وهو بداية السنة الفارسية أيضاً وبداية فصل الربيع (نوروز) والعديد من الدول في آسيا الوسطى وخارطة الجمهوريات التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفيتي السابق وكذلك ايران والعراق يحتفلون بهذه المناسبة ويحيونها كمناسبة وطنية… سبقت الإسلام وتحولت وكأنها عيد وطني. إذ لم يعد النوروز مناسبة دينية، بل تراثية فلكورية يطول الحديث عنها.
وكان سفير الجمهورية الأذربيجانية في عمان قد حضر الاحتفال الذي اشعلت فيه النار ضمن طقوس هذه المناسبة ، واستقبل المدعوين الذين قدم لهم طعام الأفطار في مأدبة رمضانية… كما حضر أعضاء من السفارة وموظفيها هذه المناسبة وخاصة القنصل العام مهدي .
السفير ايلدار سليموف هنأ الحضور للمناسبة اجواء العيد في عموم البلدان التي يعيشون فيها وهو عيد فارسي (ساساني) بامتياز حيث يبارك زعماء ايران الدينيون المناسبة ويقرونهاكمناسبة وطنية هامة
ويأتي النوروز في 21 من آذار في كل سنة جديدة، وقد أحتفت به هذه السنة، افغانستان، وأوزبكستان، وتركمانستان وكازاخستان والهند، ويقدر عدد شعوب الدول المحتفية به بأكثر من (300) مليون. كما أن هذا العيد مسجل في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي.
0
وتبدأ طقوس العيد في المساء، حيث تشعل نار نوروز وهي عادة ترجع الى تاريخ سقوط الأمبرطورية الآشورية، على يد الميدين وهم أسلاف الأكراد وعلى يد شخصية هامة هي كاوا الذي خرج الى الجبل بيده شعلة نار، إشارة على النصر حسب الرواية الكردية، وقد احتفى الأكراد السوريون بهذه المناسبة التي يشارك فيها أيضاً الشعب السوري، وهو يوم يحاول فيه الأكراد اثبات وجودهم والاحتفال بالنصر والنوروز عيد عابر للدين والعرق والثقافة.
ويقال أن الملك الفارسي جمشيد، وكان يدعى جم كان، يسير في العالم وحين وصل الى اذربيجان، أمر بنصب عرش، وحين جلس عليه أشرقت الشمس وسطع نورها على تاج الملك، فابتهج الناس، وقالوا هذا يوم جديد، والشعاع يقال له في البهلوية … (شيد) وأضيفت الكلمة الى اسم الملك فأصبح جمشيد
ويعود أصل عيد النوروز الى تقاليد الديانة الزرادشتية وبقي الاحتفال به بعد الفتوحات الاسلامية لبلاد فارس واستمرت الى يومنا هذا، وانتقل هذا العيد بين الشعوب والثقافات عبر طريق الحرير وهو عطلة رسمية في إيران، وأذربيجان، وقيرغستان، وهو يأتي في سياق من قصص شعبية وكلهم يلتقون على أنه عيد الربيع وقد كتب عنه الشعراء ومنهم الشاعر العربي الشهير البحتري محتفلاً فيه وبدورة الحياة الجديدة بعد زوال فصل الشتاء بقوله:
أَتاكَ الرَبيعُ الطَلقُ يَختالُ ضاحِكًا
مِنَ الحُسنِ حَتّى كادَ أَن يَتَكَلَّما
وَقَد نَبَّهَ النَوروزُ في غَلَسِ الدُجى
أَوائِلَ وَردٍ كُنَّ بِالأَمسِ نُوَّما
يُفَتِّقُها بَردُ النَدى فَكَأَنَّهُ
يَبُثُّ حَديثًا كانَ أَمسِ مُكَتَّما
وَمِن شَجَرٍ رَدَّ الرَبيعُ لِباسُهُ
عَلَيهِ كَما نَشَّرتَ وَشيًا مُنَمنَما
أَحَلَّ فَأَبدى لِلعُيونِ بَشاشَةً
وَكانَ قَذًى لِلعَينِ إِذ كانَ مُحرَما
لقد كان النوروز وما زال يوم بهجة للشعوب المعنية التي تستقبل فيه يوماً جديداً وعاماً جديداً
وأمنيات تنتظرها