عروبة الإخباري –
استضاف منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان، الاثنين، الباحث الدكتور محمد الطراونة، من جامعة الحسين بن طلال، في محاضرة بعنوان «ثقافة الصيادين في العصر الحجري الحديث – الثقافة الغسانية: اكتشافات أثرية غير مسبوقة في البادية الجنوبية الشرقية»، للحديث عن هذه الاكتشافات، وأهميتها العلمية، قدمته وأدارت الحوار مع الجمهور رئيسة قسم البحث العلمي في المؤسسة منى زقصاو.
وقال الدكتور الطراونة، إن المصائد الصحراوية استخدمت للصيد من قبل الصيادين الغسانيين قبل 9000 عام، وقد اكتشفت مساكن الصيادين الذين استخدموا هذه المصائد للمرة الأولى في منطقة جبال الخشابية، والاكتشاف الأول عبارة عن منشأة طقسية احتوت على عدد كبير من القطع الأثرية منها تمثالان أطلق عليهما أسماء «أبو غسان» و «غسان»، وعلى عدد كبير من القطع الأثرية منها متحجرات بحرية ودمى حيوانات وقطع أخرى منوعة.
وأضاف أن الاكتشاف الجديد الذي عثر عليه عام ٢٠٢٣، عبارة عن منشأة طقسية ثانية مشابهة للأولى مع بعض الاختلافات البسيطة، إذ أن عدد المتحجرات أقل من المنشأة السابقة، بينما عدد التماثيل البشرية في المنشأة الجديدة أربعة تماثيل كبيرة الحجم، كما احتوت المنشأة الجديدة على ما يشبه الصندوق الحجري وهو مبني من الحجارة وبداخله متحجرات بحرية كبيرة، وهذه المنشأة الجديدة محفوظة بوضع أفضل من المنشأة السابقة.
ونوه الدكتور الطراونة إلى أن هذه الاكتشافات احتوت على أقدم مخططات معمارية في العالم، وأقدم نماذج معمارية مصغرة، بالإضافة إلى صناعة صوانية فريدة، مشيرا إلى أن هذه الثقافة الجديدة لمجموعات الصيادين المتخصصين بصيد الغزلان باستخدام المصائد الصحراوية أطلق عليها اسم «الثقافة الغسانية»، وأخذت هذه التسمية من أقرب معلم معروف في المنطقة وهو «طلعة غسان» والتي سميت بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ غسان ابو تايه.
وكانت زقصاو أشارت في بداية المحاضرة إلى أن مشروع » البادية الجنوبية الشرقية (الموسم الحادي عشر للمسح والتنقيب الاثري في منطقة شرق الجفر/ جنوب الأردن)»، هو أحد المشاريع المدعومة من صندوق عبد الحميد شومان لدعم البحث العلمي لعام 2023، والذي يهدف إلى دراسة الاكتشافات الأثرية ضمن المشروع، لتعزيز فهم طبيعة الإنسان خلال العصور الحجرية من طريق فهم ثقافة جديدة مكتشفة في الأردن.
يشار إلى أنه قبل عامين، تم الإعلان عن تمكن فريق علماء أردني فرنسي من اكتشاف موقع أثري يعود إلى سبعة آلاف عام قبل الميلاد، ويرتبط بصيد الغزلان، وبممارسة طقوس دينية.
الموقع الذي يعود إلى العصر الحجري الحديث، تم اكتشافه في منطقة نائية بالبادية في جنوب شرق المملكة، وهو منشأة فريدة من نوعها، تحتوي على «أقدم مجسم معماري بالعالم»، ومصائد حجرية تعود إلى سبعة آلاف عام قبل الميلاد، إضافة إلى حجرين عليهما شكل بشري بحجم الإنسان الطبيعي تقريبا.