عروبة الإخباري –
أكد أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح الفريق جبريل الرجوب أن الظروف المترتبة على السابع من أكتوبر تقتضي مراجعة المفهوم الاستراتيجي للقيادة الشرعية للشعب الفلسطيني والتي عنوانها “منظمة التحرير الفلسطينية”، والتي يظل الخلاف معها فلسطينيا مشروعا، على ألا يرتقي لمستوى الطعن في شرعية التمثيل بغض النظر عن المحتوى السياسي أو التنظيمي.
وقال الرجوب خلال جلسة نقاشية جمعت عدد من الصحفيين على هامش زيارته للقاهرة للمشاركة في أعمال مجلس الشباب والرياضة العرب، والتي حاول من خلالها إلقاء الضوء على أهم المحاور الرئيسية المتعلقة بمصير القضية الفلسطينية في ضوء تداعيات ما حدث في السابع من أكتوبر: مما شك فيه أن أحد أهم امتدادات السابع من أكتوبر هو التحول الدولي الذي أرتقى لمستوى الإجماع لوجوب حل سياسي للصراع يتمحور في الهوية الوطنية الفلسطينية بمنطق الدولة و السيادة كعنصر واجب الوجود في معادلة الصراع، إضافة لظهور إجماع بأن السلطة الوطنية هي الأداة التنفيذية في هذه المرحلة لتوفير الرعاية للشعب الفلسطيني في جميع الأراضي الفلسطينية.
وأكد أن المسؤولية تحتم تطوير الأداة وآليات العمل من أجل أن تصبح السلطة الفلسطينية قادرة على الاستجابة لاستحقاقات المرحلة، والتي يجب أن يتحقق فيها أولا وحدة الأراضي وأيضا وحدة النظام السياسي والقيادة والقرار الفلسطيني، مضيفاً أن المجال لم يعد مناسبا للصراعات والتجاذبات التي أصبحت غير قادرة على احتواء القضية خارج نص الإجماع الوطني الفلسطيني.
*أحداث 7 أكتوبر صرخة لتذكير العالم بمأساة الفلسطينيين
وأضاف: منذ الأسبوع الأول للحرب وقد قيمنا ما حدث باعتباره صرخة بكل المعاني لتذكير العالم بمأساة شعبنا ولتعرية الاحتلال الإسرائيلي وجهده في إنهاء القضية الفلسطينية، وعليه انتهجنا من اليوم الأول سياسة ترتكز على أن ما حدث هو جزء من حرب دفاعية وحده الاحتلال من يتحمل مسؤوليتها.
* ضرورة منع التهجير في الضفة وغزة
وأضاف: يجب أن نعي جيدا أن وقف العدوان الإسرائيلي ما هو إلا المقدمة لفتح الذاكرة باتجاه أفق سياسي له صلة بالحل العادل والشامل للقضية، مع وجوب منع الهجرة والتهجير في الضفة وقطاع غزة والقدس الشرقية، مشيراً في هذا الشأن لما قامت به إسرائيل من تهجير لـ 16مجمع سكني في الضفة الغربية في الأيام الأولى من الحرب في ضوء انتهاجها لسياسة الترهيب في الأراضي الفلسطينية وأيضا تشديد الخناق على كل مقدسي في ممارسات غير مسبوقة للاحتلال.
وأشار أيضا لعدد الشهداء الذي تجاوز 420 في الضفة منذ السابع من أكتوبر، بمعدل 3 شهداء يوميا واعتقال نحو 5000 وإصابة أكثر من 2500، كل هذا من خلال ممارسات ممنهجة تتبعها إسرائيل من قتل وترهيب فقط من أجل تحقيق هدف التهجير والهجرة.
* إنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية
وعلى الصعيد الأخر أوضح الرجوب أنه وفقا للمفهوم التاريخي لحجم التداعيات للحدث والتحولات الإقليمية و الدولية تجاه الصراع كان هناك إدراك من قبل الجميع بكيفية تحويل هذه المأساة لفرصة تستوجب إنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية، التي ترتكز على اقرارها الذاتي بمرجعية قرارات الأمم المتحدة لحل الصراع، ووحدة المفهوم لشكل دولة المستقبل الحاضنة لكل فلسطيني في إطار حياة ديمقراطية و تعددية سياسية و ضمان للحريات، وأضاف: أننا وحدنا أصحاب القضية، و وحدنا من يقرر، فنحن دائما أسياد أنفسنا و من يقود وفقا لالتزاماتنا إزاء الشعب الفلسطيني و إزاء السلم الإقليمي و الدولي.
وحول قضية الانقسام، قال الرجوب: نحن نخوض معركة في ثلاث جبهات، فعلى الأرض نخوض معركة الدفاع بدءا من رفح حتى جنين أمام العدو الذي يرغب في نفي فلسطين أرضا و شعبا و لعل من أبرز أدواته هو تكريس الانقسام و تعميق الشروخ، إضافة إلى الإرهاب الرسمي بكل أشكاله باعتباره أداة مباشرة لهذا الاحتلال، أما الجبهة الثانية فمن خلال مسؤولية السلطة والبعثات والجاليات والأحرار في العالم من أصحاب الموقف الثابت تجاه القضية الفلسطينية من خلال المحافل الدولية، فمما لا شك فيه ان هناك حالة متطورة من التناغم مع العرب و أيضا حوار العالم، حيث نجد أن الجميع يعمل لمحاصرة الرواية الإسرائيلية القائمة على إدانة صاحب الحق، و لكن كما بدا واضحا أن النتيجة هي أن الاحتلال هو من أصبح محاصر و ليست القضية الفلسطينية، أما الجبهة الثالثة فهي من خلال إنهاء الانقسام وإنجاز الوحدة، معربا عن تطلع الغالبية في حركة فتح لخارطة طريق تقود الجميع لشاطئ أمان.
كما أكد أن الغالبية في فتح أيضا تؤمن بالمطلق أن حماس أو الإسلام السياسي جزءا من النسيج النضالي الاجتماعي للشعب الفلسطيني كما أنهم مازالوا وسيبقوا جميعا هكذا، مؤكدا أن حركة فتح هي حركة تحرر وطني وليس حركة انتهازية تعمل على نتائج العدوان الأحادي على الشعب الفلسطيني سواء كان في غزة أو غيرها من الأراضي الفلسطينية، معربا عن تطلعه أن يبادر أعضاء حركة حماس ذاتيا بتقديم مقاربة سياسية نضالية تنظيمية تؤسس لأرضية مشتركة لها علاقة بدولة فلسطينية على حدود 67 وقرارات الأمم المتحدة.
وشدد على أن المرحلة القادمة هي للحفاظ على الإجماع الدولي من خلال تقديم المقاومة الشعبية الشاملة كخيار استراتيجي للشعب الفلسطيني، لتعزيز الحاضنة الوطنية أولا وأيضا الإقليمية والفضاء الدولي.
ودعا الرجوب لإجراء حوار ثنائي فوري بين فتح وحماس للاتفاق على المرحلة الثانية ولكن مع الضرورة أن يكون هناك طمأنينة بموضوع المقاربة، ليتم بعدها تشكيل حكومة، دون التوقف طويلا أمام اسمها سواء حكومة وطنية أو حكومة توافق أو تكنوقراط، إلا أنه شدد مجددا على أهمية مبدأ التوافق بين الجميع، الذي سيظل سيد التشكيل.
كما دعا الرجوب لحوار وطني شامل تحت رعاية مصرية لتحقيق الإجماع الوطني سواء على البرنامج السياسي أو الإجماع على وحدة مفهوم النضال والمقاومة أو شكل الدولة وآليات إجراء الانتخابات، مثمنا دور مصر التاريخي تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدا أنه إلى جانب مصر يظل هناك مسؤولية تقع على عاتق جميع الدول العربية حيث وحدة الموقف، بمعزل عن التجاذبات والمصالح، فقط لتبقى القضية الفلسطينية دائما هي قضية العرب المركزية.