عروبة الإخباري –
صفقة جديدة لتبادل الأسرى تلوح بين إسرائيل وحماس فيما تفشل العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة إلى الآن في تحقيق هدف تحرير المحتجزين لدى حماس، تتزايد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية سواء من الداخل وتحديداً من عائلات الرهائن أو من الخارج في سبيل الإفراج عن هؤلاء.
ضغوط يبدو أنها تمهّد الطريق أمام صفقة جديدة بين حماس وإسرائيل لتبادل الأسرى، وهو ما لمّح إليه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
في ظل تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن والتي عبّر فيها عن أمله في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بحول الاثنين المقبل، تشير التكهنات أن إسرائيل وافقت على إطلاق سراح 400 أسير فلسطيني بينهم عدد من أصحاب الأحكام العالية، مقابل الإفراج عن 40 أسيرا إسرائيليا من النساء وكبار السن.
يبدو ان إسرائيل التي اشترطت عودة تدريجية للنازحين إلى شمال القطاع قد وصلت إلى قناعة ان الأرض هي من تحكم في النهاية، إذ تبلوا المقاومة الاسلامية في غزة حسناً في السيطرة الميدانية، في ظل الحديث عن انكسار القوات النازية الصهيونية على الارض، مكتفية بالتفوق الجوي الذي طال المدنيين من رجال ونساء وشيوخ واطفال.
موافقة حكومة الكيان الصهيوني الغاصب على طلب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) زيادة دخول المساعدات والمنازل المؤقتة للقطاع وإدخال الآليات الثقيلة، بالإضافة لإعادة تموضع قواتها العسكرية خارج المناطق المكتظة، ووقف الاستطلاع الجوي لمدة 8 ساعات يوميا، يؤكد ان المقاومة الفلسطينية تسير الأمور على الأرض كما تشاء.
تفاؤل الرئيس الأميركي جو بايدن بالتوصل إلى صفقة أسرى يمكن أن تؤدي إلى توقف إطلاق النار في قطاع غزة قبل بداية شهر رمضان، ولمدة 6 أسابيع، لم يأتي من فراغ، خصوصاً وأن إسرائيل في حربها في غزة قد وضعت نفسها في مأزق رغم ما تقوم به من أعمال اجرامية بحق الشعب الفلسطيني في غزة الذي يعاني ويلات الدمار وشبح المجاعة، مما أجبر الادارة الامريكية على زيادة الضغط على النتن وزمرته.
وفي الوقت الذي لجأت فيه دولة الكيان الصهيوني إلى استخدام سلاح التجويع ضد سكان قطاع غزة، “سلاح الجبناء”، يقف العالم بين متفرج وعاجز ومتواطئ.
ففي حين يهدر العالم نحو 1.5 مليار طن من الطعام سنويا، يقضي الأطفال والنساء والشيوخ في غزة أياما متواصلة دون كسرة خبز واحدة، في وقت يقف فيه العالم يتفرج دون حراك.
ولإلقاء الضوء على الأسباب الموجبة لكل طرف من أطراف الصفقة وكيفية استثماره لها لتحقيق مكاسب خاصّة على حساب الطرف الآخر، نجد ان حماس تسعى من خلالها إلى كف يد الجيش الصهيوني عن غزة، ووقف اعتداءات هذا الجيش النازي التي طالت الأخضر واليابس وهي بذلك تريد ان تثبت للعالم انها حركة مقاومة وليست حركة ارهابية كما يتم وصفها، بالإضافة إلى تأكيد تفوقها على الأرض وكسر شوكة إسرائيل عسكرياً بعد ان كسرت شوكتها سياسياً.
اما اسرائيل فهي تبحث عن مخرج لها من المستنقع الغزاوي الذي وضعت نفسها به منذ طوفان الأقصى في اكتوبر 2023، وإيجاد ثغرة في الحلقة التي وجدت نفسها تدخلها.
أمام العالم وامام الشارع الاسرائيلي الذي بات البعبع الذي يخاف منه اليمينون المتطرفون.
إذا، حماس باتت تتفوق في كل شيء حتى في اجبار اسرائيل على قبول ما تريده.
اصحوا يا عرب، فالذي لم تستطيعوا فعله في 4 حروب مرت مع إسرائيل فعلته حماس في 3 أشهر.