عروبة الإخباري –
بينما تحاول دولٌ عديدة تجاهل الحرب الغاشمة المتواصلة على غزة، لا تزال قيادتنا الهاشمية تبذل أقصى طاقاتها لتذكير الجميع بأن علينا ألا ننسى ولا نتناسى ما يعيشه أهلنا في القطاع (أو من تبقى منهم) من ويلات القصف الاسرائيلي المدمّر وما يخلّفه من موتٍ ودمارٍ وجوع.
جلالة الملك أشرف بنفسه على عملية إنزال جويّ جديدة للمساعدات في غزة، مرسلا بذلك رسالة واضحة للاحتلال بأن التعرّض لهذه المساعدات غير مسموح، وأن وصولها للغزيين أمرٌ لا يمكن المساس به. وبذلك وصلت المساعدات الأردنية وتلك التي جمعها الأردن بجهود جلالة الملك أيضا من فرنسا ومصر والإمارات إلى القطاع لتفكّ جزءا يسيرا من الحصار المفروض عليه.
الإنزال جاء بعد تحذيرات شديدة اللهجة صرح بها جلالته أيضا أثناء استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إذ حذّر من توسع رقعة الصراع إذا ما استمرت الحرب أثناء حتى شهر رمضان الكريم الذي يقترب. كما ذكّرنا جلالته بضرورة عدم الفصل بين الضفة الغربية وغزة، فالفلسطينيون حيثما كانوا يعيشون تحت أسوأ الظروف الإنسانية الممكنة.
جلالة الملكة رانيا من جهتها أيضا لم تألُ جهدا لتذكير العالم بفلسطين والفلسطينيين، فقد استغلّت كل مناسبةٍ لتتبّه إلى ما يحصل، وتحديداً فيما يتعلق بازدواجية المعايير الغربية وأهمية الاستمرار بالحديث عن معاناة هذا الشعب الصامد الذي لا يكلُّ من تعليمنا دروساً في الصبر والصمود.
كلمات جلالتها في قمّة الويب في قطر وتحديداً عن أن أهل غزة وبفضل التواصل الاجتماعي في أكثر حالات تواصلهم مع العالم وعزلتهم عنه في الوقت ذاته، لمست الحقيقة التي نراها جميعا، فكلّنا نتابع صور وفيديوهات وأخبار أهلنا هناك عبر الانترنت، ونشعر بالعجز عن الوصول اليهم بسبب الحصار الذي تفرضه اسرائيل عليهم وعلينا جميعا.
الملكة كمّلت جهود الملك السياسية والدبلوماسية بلمسة تقنية انسانية، ويكلّل هذه الجهود الملكية جهود سمو ولي العهد الذي استمعت مباشرة منه قبل أسابيع حول كيف تؤرّقه غزّة وشبابها، وشبابنا الأردني بالوقت ذاته.
الأسرة الهاشمية تثبت لنا جميعا أنها الوصيّ الأمين ليس فقط على المقدسات الاسلامية والمسيحية وإنما على القضيّة الفلسطينية أيضاً وأبنائها.
*رئيسة لجنة المرأة في مجلس الأعيان ووزيرة تنمية اجتماعية سابقة