عروبة الإخباري –
24 ـ نجاة الفارس
قالت الروائية السورية ريما بالي إن وصول روايتها “خاتم سليمى” للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية، مؤخرا، يعتبر فخراً كبيراً لها، مبينة وجود نقاط تقاطع بينها وبين جميع شخصياتها كروائية، وأن تواجدها وعملها في قلب حلب القديمة أذكى شغفها بالتراث والتاريخ.
وأضافت، في حوار خاص لـ24: “لغتي هي لساني هي فكري، هي أنا، واللغة العربية بثرائها منحتني أدوات فاخرة أصيغ عبرها أفكاري، أسئلتي وشكوكي وتطلعاتي ومخاوفي”.
ماذا تقولين تعليقاً على وصول روايتك للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية؟
_هذه الجائزة بالنسبة لي كقارئة قبل أن أكون كاتبة، من أهم الأحداث السنوية التي تتناول الرواية العربية، كان خبرًا سعيدًا للغاية وفخرًا كبيرًا لي اختيار روايتي ضمن قوائمها، مما يعطيني اعترافًا أكاديميا بتواجدي ككاتبة على الساحة العربية، ويوصلني إلى القارئ بأسرع الطرق.
_ وصفت قصة حب سلمى بطلة الرواية، لحلب ولشمس الدين بالتعلق الذي يكاد يكون مرضًا مستعصيًا، ماذا تقصدين؟
قصدت التعلقين، التعلّق بالحبيب، والتعلّق بالأرض والتقاليد والطقوس.
_ ما وجه التشابه بين سلمى بطلة الرواية وريما بالي ابنة حلب وعاشقتها؟
سلمى ليست ريما حتمًا، فأنا لا أؤلف الروايات لأكتب عن نفسي، لكن بالتأكيد دائمًا ثمة نقاط تقاطع بيني وبين جميع شخصياتي، أنا وسلمى، يجمعنا عشق حلب، والرغبة في التمرد، وصياغة القدر لا الاستسلام إليه.
_عملت في مجال السياحة والفنادق (مدير عام فندق تراثي في حلب القديمة)، إلى أي مدى أثر ذلك على أجواء الرواية وتفاصيلها، وماذا أضاف لك كروائية مفتونة بحلب؟
تواجدي وعملي في قلب حلب القديمة أذكى شغفي بالتراث والتاريخ فوقعت تحت فتنة هذه المدينة الساحرة وثقافتها وعراقتها، وحين شرعت في كتابة رواية عن الحب، ووسعت زاوية الرؤية لتشمل حب الأرض والانتماء، لم يكن ممكنًا إلا أن أذكر حلب، وحين ظهرت حلب بكل حضورها الطاغي، سرقت دور البطولة في العمل، وعنونته باسمها.
_تشتبك قصة المصوّر الإسباني اليهودي لوكاس بقصة سلمى ثم علاقة سلمى بالموسيقار الإيطالي شمس الدين، الانفتاح الذي نعيشه حاليا في عالم يكاد يكون غرفة واحدة.. إلى أي مدى أثرَ ذلك على انتقاء شخصيات الرواية مصور إسباني يهودي وموسيقار إيطالي، وسلمى ابنة حلب.. إنه تشابك مثير للتفكير؟
الشخصيات المحورية الثلاث جمعهم عشق حلب، لوكاس الإسباني الكاثوليكي اليهودي الأم، وشمس الدين المستشرق المسلم الإيطالي الأصل، وسلمى الحلبية السورية ذات الهوية المختلطة أيضًا، تعمدت أن أظهر هذا التنوع لأطرح سؤالًا: إذا كان القدر يختار لنا أصولنا، فهل ثمة فرصة بأن نختار نحن حياتنا ومصائرنا وما يُعرّفنا كبشر؟
_ نعيش هذه الأيام الاحتفالات العالمية باللغة الأم، ماذا منحتك لغتك العربية الأم كأديبة وروائية تخطو نحو العالمية؟
لغتي هي لساني هي فكري هي أنا، واللغة العربية بثرائها منحتني أدوات فاخرة أصيغ عبرها أفكاري، أسئلتي وشكوكي وتطلعاتي ومخاوفي، وأعتذر منها ومن القراء إذ جاء في رواية خاتم سليمى بالذات بعض الأخطاء اللغوية والطباعية، التي سقطت سهوًا مني، وغفل عنها المدققون والمحررون الذين اشتغلوا على النص على كثرتهم، أحرجني الموضوع جدًا، وسأقوم بالتصويب في الطبعات القادمة.
“خاتم سليمى” رواية للكاتبة السورية ريما بالي، صدرت 2022 عن دار “تنمية” تسرد المؤلفة فيها قصة المصور الإسباني اليهودي لوكاس، والتي تشتبك مع قصة سلمى في حلب وتوليدو، تعكس الرواية أجواء من الصوفية، متناولة قصة عشق سلمى مع الموسيقار المقيم في حلب، ثم تضيء على أحوال المدينة بعد الحرب على سوريا خلا السنوات الأخيرة، ونجد أبطال الرواية مختلفين الطباع والثقافة والرؤى، لكن يوحدهم حب مدينة حلب، ويتفقون على عشقها، مستعينين بخاتم سليمى السحري، كي يحرروا الأرواح الهائمة في المدينة.
ريما بالي في سطور
ولدت الكاتبة ريما بالي في سوريا، عام 1969، وتخرجت من كلية التجارة في جامعة حلب، ثم عملت في مجال السياحة والفنادق، وعاشت سنوات الحرب الثلاث الأولى هناك، عقب ذلك غادرت سوريا عام 2015، وتقيم حالياً في إسبانيا، صدر لها عدة أعمال أدبية منها رواية “ميلاجرو” التي تعني “المعجزة” بالإسبانية ورواية “غدي الأزرق” 2018 التي ستصدر بالأسبانية؛ و”المنفى: أصوات عربية جديدة” كما شاركت بنص ضمن عدة نصوص نشرت باللغتين العربية والدانماركية، كما صدر لها “ناي في التخت الغربي” 2023.